كان تمكين المرأة الإماراتية إحدى الرؤى الاستراتيجية التي وضعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ تسلمه حكم دولة الاتحاد، وساندته في ذلك سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، التي كانت، ومنذ تلك الحقبة، داعماً للمرأة الأم والعاملة على حد سواء، وما تزال جهود سموها تصب في هذا الجانب، تلك الجهود تسهم في توعية المرأة بحقوقها وإبراز قدراتها في المجالات التي تعمل بها، وكل ذلك يمكن أن نلمسه من خلال «يوم المرأة الإماراتية»، المناسبة التي تعكس مكانة المرأة في المجتمع، وتسلط الضوء على المركز الذي وصلت إليه علماً ومعرفة وعملاً، كما تستشرف وضعها ودورها مستقبلاً.
فمنذ قيام دولة الاتحاد كان إيمان القيادة راسخاً بأن المرأة شريك الرجل في عملية التنمية وصناعة المستقبل، ولهذا حرصت جميع المؤسسات الحكومية على دعمها وتأهيلها وتمكينها، وقد تكللت رؤية القيادة بالنجاح مع تحقيق الإمارات مكانة مميزة وتقدير عالمي في قضية تمكين المرأة، وهو ما أوضحته وتوضخه التقارير الدولية ومؤشرات التنافسية المعنية.
نقطة البداية تمثلت في تولي سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئاسة الاتحاد النسائي العام، ومن ثم تتالت المناصب التي تسلمتها في سبيل دفع ابنة الإمارات لكسب الثقة بالنفس، ودخول كافة مجالات العلم والعمل، ولإظهار قدراتها الإبداعية، في ظل دعم لم يكن محدوداً. فقد حرصت حكومة الاتحاد على تمكين المرأة في المؤسسات التعليمية وفي مراكز اتخاذ القرار، ومنحتها فرص عمل متوازنة مع الفرص المقدمة الرجل، وهو ما قادها لأن تصبح اليوم الطبيبة والمهندسة والمعلمة والدبلوماسية ورائدة الأعمال التي تقود شركات عملاقة باستثمارات بالمليارات.
ووفق ما أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم- نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي- تتبوأ دولة الإمارات المركز الأول عالمياً في 33 مؤشراً في ملف المرأة على صعيد التحاقها بالتعليم الثانوي والجامعي، وحماية حقوقها الوظيفية والشخصية وأمانها الاجتماعي، فضلاً عن تصدرها في 42 مؤشراً إقليمياً.
ثم إن تشكيل الحكومة الاتحادية اليوم يضم 9 وزيرات، أي حوالي 30% من الحكومة، ويشكل حضورها في المجلس الوطني الاتحادي 50%، وهي من أعلى المعدلات الإقليمية والعالمية. أما في سوق العمل، فتشكل المرأة 46.6% من إجمالي القوى العاملة، وتشغل 66% من وظائف القطاع العام، 30% في مراكز صنع القرار، و15% في الأدوار التقنية والأكاديمية، أما نسبة الإناث الملمات بالقراءة والكتابة فتصل إلى 95.8%.
لقد حرصت القيادة على فتح الآفاق أمام المرأة لتصقل مهاراتها في مختلف الحقول، وتكون قادرة على القيام بأدوارها بكفاءة وفاعلية، وفي المقابل أحسنت المرأة الاستثمار في نفسها وإمكاناتها، وأبدعت وتفوقت ووضعت بصمتها في شتى الميادين. ومن واقع الخبرة الميدانية، فقد شرُفت بالعمل مع العديد من الكفاءات والكوادر النسائية، وأشهد أن الثقة الموجودة لديهن بكفاءتهن كبيرة، خصوصاً وأن طموحاتهن كثيرة ومتجددة، وهن اللائي يتطلعن للمستقبل بتفاؤل وثقة.
وليس خافياً أن هذه الروح، رسختها في نفوس بناتنا رائدة العمل النسائي في الدولة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك التي لا تدخر جهداً كي تواكب ابنة الإمارات المجتمعات المتحضرة لتحقيق التنمية المستدامة.
وفي هذا المقام لا يسعنا إلا أن نجدد فخرنا واعتزازنا بما حققته المرأة الإماراتية من إنجازات ونجاحات، وبحضورها المميز محلياً وإقليمياً وعالمياً، فضلاً عن دورها الجوهري والكبير في إعداد وتنشئة الأبناء لصناعة أجيال قادرة على الإسهام في بناء مستقبل مهم في الإمارات ورفع رايتها عالية، مسخرة قدراتها ومواهبها لخدمة الوطن.