هل وصل الاعتماد على الأنظمة الرقمية إلى حد أصبح معه وقوع أي عطل في هذه الأنظمة يحدِث تَوقفاً في كثير من الأنشطة والقطاعات حول العالم؟ ذلك ما أثبتته اضطرابات الجمعة الماضي (19 يوليو 2024)، حيث التقطت الكاميرا هذه الصور لبعض المسافرين وهم ينتظرون بقلق وحيرة، في مطار شيكاغو الدولي بالولايات المتحدة، ما ستفضي إليه محاولات التغلب على التوقف الذي شهدته حركة الطيران في المطار جراء عطل فني مفاجئ أصاب بعض أنظمة تكنولوجيا المعلومات، وأدى إلى شلل في كثير من شركات الطيران والرعاية الصحية والبنوك وعشرات الشركات والقطاعات الخدمية الأخرى حول العالم. لكن منظومة النقل الجوي كانت الأكثر تأثراً بهذا الاضطراب، إذ تم تأجيل أو إلغاء آلاف الرحلات الجوية حول العالم، مع مشاهد فوضوية في كثير من المطارات، بينما كان الركاب ينتظرون اكتمال التحديثات الرامية إلى التغلب على الخلل التقني في أنظمة المعلومات. وتعرضت شركات الطيران الأميركية الرئيسية، مثل «يونايتد إيرلاينز» و«دلتا إيرلاينز» و«أميركان إيرلاينز»، لمصاعب حقيقية حيث توقفت جميع رحلاتها في وقت مبكر من يوم الجمعة. لكنها عادت لتبدأ التعافي تدريجياً، وأكدت شركة «أميركان إيرلاينز» أنها قامت بحل المشكلة التي أثرت على عملياتها، بينما استأنفت شركتا «دلتا» و«يونايتد» بعضَ رحلاتهما. وقالت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية إنها قدمت المساعدةَ لشركات الطيران أثناء معالجة مشكلة تكنولوجيا المعلومات. ثم نشرت الإدارة في وقت لاحق من يوم الجمعة نفسه أن عملياتها «لا تتأثر بمشكلة تكنولوجيا المعلومات العالمية»، مشيرةً إلى أن الاضطراب في أنظمة المعلومات «يمكن أن يستمر في التأثير على الرحلات الجوية خلال نهاية هذا الأسبوع». (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)