على الرغم من خلافاتي معه حول قضايا معينة، كان الرئيس بايدن هو الأكثر فعالية في التاريخ الحديث لبلادنا.

حان الوقت لتعلم درس من القوى التقدمية والوسطية في فرنسا، التي، على الرغم من الخلافات السياسية العميقة، اجتمعت هذا الأسبوع لهزيمة التشدد اليميني بقوة. إنني أختلف بشدة مع بايدن بشأن مسألة دعم الولايات المتحدة لحرب إسرائيل المروعة ضد الشعب الفلسطيني. ولا ينبغي للولايات المتحدة أن تقدم لحكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتشددة أي مساعدات مالية أخرى بينما تواصل خلق واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث. كما أنني أختلف بشدة مع اعتقاد الرئيس بأن قانون الرعاية الصحية الميسرة، على الرغم من فائدته، سيعالج أزمة الرعاية الصحية في أميركا.

إن نظام الرعاية الصحية لدينا معطل ومختل ومكلف للغاية ويحتاج إلى استبداله بنظام «الرعاية الطبية للجميع» ذي نظام السداد الواحد. فالرعاية الصحية هي حق من حقوق الإنسان. وهذه ليست نقاط الخلاف الوحيدة مع السيد بايدن.

لكن على مدار أكثر من أسبوعين، ركزت وسائل الإعلام الخاصة بشكل مهووس على المناظرة الرئاسية التي أجريت في يونيو الماضي، والقدرات المعرفية للرجل الذي ربما يتولى الوظيفة الأكثر صعوبة وإجهاداً في العالم. لقد بحثت وسائل الإعلام بشكل محموم عن كل شخص لم يعد يدعم الرئيس أو أي طبيب أعصاب يريد الظهور على شاشة التلفزيون. ولكن من المؤسف أن عدداً كبيراً للغاية من «الديمقراطيين» انضموا إلى هؤلاء. نعم. أعلم أن بايدن كبير في السن، وخاض مناظرة كارثية مع ترامب.

ولكنني أعلم أيضاً أن الانتخابات الرئاسية ليست مسابقة ترفيهية. ولا تبدأ ولا تنتهي بمناقشة مدتها 90 دقيقة. كفى! قد لا يكون بايدن هو المرشح النموذجي، لكنه سيكون المرشح ويجب أن يكون هو المرشح من خلال حملة فعالة تلبي احتياجات الأسر العاملة.

حان الوقت لكي يتوقف «الديمقراطيون» عن المشاحنات وتصيد الأخطاء. أفهم أن بعض «الديمقراطيين» يشعرون بالتوتر بشأن الاضطرار إلى شرح زلات الرئيس والخطأ في الأسماء.

لكن على عكس «الجمهوريين»، لا يتعين عليهم تفسير وجود مرشح لديه الآن 34 إدانة جنائية ويواجه اتهامات. يمكن لمؤيدي بايدن أن يتحدثوا عن رئيس «ديمقراطي» جيد ومحترم يتمتع بسجل حافل بالإنجازات الحقيقية. كما ساعدت إدارة بايدن، نتيجة لخطة الإنقاذ الأميركية، في إعادة بناء الاقتصاد خلال وباء كوفيد-19 بشكل أسرع بكثير مما اعتقد الاقتصاديون أنه ممكن. وفي الوقت الذي كان فيه الناس مرعوبين بشأن المستقبل، أعاد الرئيس وأولئك الذين دعموه منا في الكونجرس الأميركيين إلى العمل، وقدم إعانات نقدية للآباء اليائسين وحماية الشركات الصغيرة والمستشفيات والمدارس ومراكز رعاية الأطفال.

وبعد عقود من الحديث عن الطرق والجسور وشبكات المياه المتداعية، استثمرنا المزيد من الأموال في إعادة بناء البنية التحتية في أميركا أكثر من أي وقت مضى – الأمر الذي من المتوقع أن يخلق الملايين من فرص العمل بأجور جيدة. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد.

لقد قمنا بأكبر استثمار على الإطلاق في العمل المناخي لإنقاذ الكوكب. وألغينا ديون الطلاب لما يقرب من خمسة ملايين أميركي يعانون من ضائقة مالية. لقد خفضنا أسعار الأنسولين وأجهزة استنشاق الربو، ووضعنا حداً أقصى لتكاليف الأدوية الموصوفة وحصلنا على لقاحات مجانية للشعب الأميركي. لقد ناضلنا للدفاع عن حقوق المرأة في مواجهة تحركات القانونيين المعينين من قبل ترامب لدحر الحرية الإنجابية وحرمان المرأة من الحق في السيطرة على أجسادها. لذا، فإن السيد بايدن لديه سجل قوي من الإنجازات لكي يترشح.. لكن لا ينبغي له ولا لمؤيديه أبدا أن يشيروا إلى أن ما تم إنجازه كان كافياً.

ولكي يفوز الرئيس بالانتخابات، يتعين عليه أن يفعل أكثر من مجرد الدفاع عن سجله الممتاز. إنه بحاجة إلى أن يقترح ويناضل من أجل أجندة جريئة تلبي احتياجات الغالبية العظمى من شعبنا – الأسر العاملة في هذا البلد، والأشخاص الذين تخلفوا عن الركب لفترة طويلة جداً.

في الوقت الذي لم يشهد فيه المليارديرات أوقات أفضل من هذه، وحيث تشهد الولايات المتحدة تفاوتاً غير مسبوق في الدخل والثروة، يعيش أكثر من 60% من الأميركيين على الراتب الشهري فقط، ولم ترتفع الأجور الأسبوعية الحقيقية للعامل العادي منذ أكثر من 50 عاماً. ويعيش 25% من كبار السن كل عام على 15 ألف دولار أو أقل سنوياً، ولدينا معدل أعلى من فقر الأطفال مقارنة بأي دولة رئيسية أخرى تقريباً، وأصبحت تكاليف السكن غير قابلة للتحمل بشكل متزايد – إلى جانب العديد من الأزمات الأخرى. هذه هي أغنى دولة في تاريخ العالم.

يمكننا أن نفعل ما هو أفضل. بل يجب علينا أن نفعل ما هو أفضل. وجو بايدن يعرف ذلك. أما دونالد ترامب فلا يدرك هذا. يريد جو بايدن فرض ضرائب على الأغنياء حتى نتمكن من تمويل احتياجات الأسر العاملة وكبار السن والأطفال والمرضى والفقراء، بينما يريد ترامب خفض الضرائب على طبقة المليارديرات. يريد جو بايدن توسيع مزايا الضمان الاجتماعي، بينما يريد ترامب وأصدقاؤه إضعاف الضمان الاجتماعي.

يريد جو بايدن أن يسهل على العمال تشكيل النقابات والمساومة الجماعية للحصول على أجور ومزايا أفضل، بينما يريد ترامب السماح للشركات متعددة الجنسيات بالإفلات من استغلال العمال المستهلكين. تقدم هذه الانتخابات خيارات صارخة بشأن القضية تلو الأخرى. إذا ركز السيد بايدن وأنصاره على هذه القضايا – ورفضوا الانقسام والتشتت – فسيحشد الرئيس الأسر العاملة إلى جانبه في ولايات الغرب الأوسط الصناعية المتأرجحة وأماكن أخرى ويفوز في انتخابات نوفمبر.

بيرني ساندرز*

سيناتور في مجلس الشيوخ الأميركي.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»