في سياق الجهود المتواصلة التي تبذلها دولة الإمارات لتمكين الكوادر الشابة المواطنة وإعدادها لمواجهة تحديات المستقبل، باعتبارها دعامة أساسية في منظومة بناء رأس المال البشري الوطني، أطلقت المؤسسة الاتحادية للشباب «الأجندة الوطنية للشباب 2031»، التي تهدف إلى جعل الشباب الإماراتي نموذجاً بارزاً محلياً وعالمياً، في الفكر والقيم، والمساهمة الفعّالة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمسؤولية الوطنية، بما ينسجم مع تطلعات القيادة الرشيدة، ويدعم تحقيق الرؤى الوطنية في بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة.

وفي الواقع، فإن «الأجندة الوطنية للشباب 2031» تُجسد التزام القيادة الرشيدة لدولة الإمارات ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتمكين الشباب وتوفير الفرص المناسبة لهم ليكونوا فاعلين رئيسيين في بناء مستقبل الدولة، إذ تتضمن المرحلة الأولى منها 12 مبادرة وبرنامجاً ومشروعاً يتم تنفيذها بين عامَي 2024 و2026.

وتستند «الأجندة الوطنية للشباب 2031» إلى أسس وثوابت مدعومة بأولويات الأجندة الوطنية المستقبلية، بشأن تحقيق جُملة من الأهداف الطموحة، التي تتمحور حول مجموعة من المسارات التنموية الحيوية أبرزها «الاقتصاد»، وذلك من خلال التركيز على التوعية المالية وريادة الأعمال، و«التعليم» عبر تمكين الشباب من مهارات المستقبل وتطوير قدراتهم وخبراتهم العملية، و«جودة الحياة» عبر تقديم خدمات وامتيازات خاصة بالشباب وتطوير أدوات تتيح لهم استثمار طاقاتهم وتحتضن إبداعاتهم، إضافة إلى تقديم «برامج حوارية» تواكب تطور الإعلام الرقمي لتعزيز الوعي والمعرفة، ومسار «القدوة» لتعزيز المواطنة الصالحة وتقدير الجهود الشبابية والاحتفاء بها، فضلاً عن «المجتمع والقيم» لترسيخ الهوية الوطنية لدى الشباب، ورفع مستوى وعيهم الثقافي وتأهيلهم في مجالات الإغاثة والعمل الإنساني.

وتجدر الإشارة إلى أن دولة الإمارات شهدت مؤخراً العديد من المشروعات الناجحة لتمكين الشباب، كان أبرزها إنشاء مجالس الشباب، وإطلاق البرنامج الوطني لقيم الشباب الإماراتي، والإطار العام لإدارة المواهب الواعدة في الحكومة الاتحادية، إلى جانب حزمة كبيرة من المبادرات الشبابية المُلهمة التي تستهدف تفعيل المشاركة الإيجابية للشباب في المجتمع، وصقلها بأفضل المهارات والخبرات، وذلك بالتوازي مع الجهود الوطنية الرامية إلى توفير الإطار التشريعي والتنظيمي اللازم لتحقيق تلك الأهداف.

وفيما يشير إلى عناية واهتمام الدولة بفئة الشباب، فإنه وبحسب إحصائيات المؤسسة الاتحادية للشباب، تضم دولة الإمارات 15 مركزاً متخصصاً، و7 مجالس محلية للشباب، كما يبلغ عدد المجالس الوزارية للشباب 13 مجلساً. وتضم الدولة أيضاً 81 مجلساً مؤسسيّاً للشباب، إضافة إلى مجلسَيْن عالميين للشباب لتمثيل الشباب الإماراتي من المبتعثين والموجودين في الخارج. ومما لا شك فيه أن تحقيق أهداف الأجندة الوطنية للشباب 2031 يتطلب تضافر جهود الحكومة والمجتمع معاً، حيث يُعتبر المجتمع شريكاً أساسياً في نجاح هذه الأجندة من خلال تشجيع الشباب على المشاركة الفاعلة وتقديم الدعم اللازم لهم.

وفي الواقع، فإن الأجندة الوطنية للشباب 2031 تأتي لتُجسِّد رؤية شاملة ترتكز على فهم عميق لاحتياجات الشباب وتطلعاتهم، وتعمل على تهيئة البيئة المناسبة لهم لتوظيف إمكاناتهم على النحو الأمثل لدعم عملية التنمية المستدامة التي تشهدها الإمارات. والحاصل أن «الأجندة الوطنية للشباب 2031» تحمل الكثير من الطموحات، ويتطلب تنفيذها على النحو الأمثل، ضرورة مواكبة التغيرات المتسارعة في سوق العمل والتقدم التكنولوجي المستمر، وذلك على النحو الذي يتيح فرصاً كبيرة للشباب لتطوير مهارات جديدة وابتكار حلول مبتكرة لمواجهة التحديات. مما لا شك فيه أن دولة الإمارات تولي أهمية قصوى بالشباب، فقد وسَّعت نطاق دعمها لهم ليشمل الشباب العربي بل وأيضاً الشباب حول العالم، ما جعلها تُصبح وجهة مُفضّلة عالميَّاً للشباب، طبقاً للعديد من المؤشرات المحلية والعالمية التي برزت خلال السنوات الأخيرة. 

* صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث والاستراتيجية.