لوس أنجلوس الواقعة بجنوب غرب ولاية كاليفورنيا الأميركية، على ساحل المحيط الهادئ، تعد أحد أهم المراكز الثقافية والاقتصادية والعلمية في الولايات المتحدة، وهي أكبر مدن الولاية وثاني أكثر مدن البلاد اكتظاظاً بالسكان بعد مدينة نيويورك.. لذا لا غرابة في أن تفرز تعقيداتُ الحياة فيها ظاهرةَ السرقة والنشل أكثر من أي مدينة أميركية أخرى.
وفي هذه الصورة نرى ساحةً عامة تم تخصيصها للخردة المعدنية في وسط المدينة، بعد أن بدأت سلطاتُها بشكل استباقي في إزالة التماثيل العامة التي قد تصبح هدفاً آخر للصوص ومحترفي السرقة والنشل. والحقيقة أن ظاهرة سرقة المعدات العمومية أصبحت منتشرة في معظم أنحاء الولايات المتحدة، وفي الكثير من مدن البلاد تنطفئ الأضواء العامة ليلاً، وذلك بسبب نوع من جديد من الجرائم، إذ بات اللصوص يسرقون آلاف الأسلاك الكهربائية النحاسية ومصابيح الإنارة في الشوارع، ويقومون ببيعها لشركات إعادة تدوير المعادن الخردة.
وبالطبع فإن هذه المدن تتكلف ملايين الدولارات من أجل إعادة إصلاح الإنارة العمومية وتعويض الأسلاك والمصابيح المسروقة، فضلاً عن المخاطر التي تمثلها العتمة على سلامة السائقين والمشاة. وكما تقول الصحف الأميركية، فإن حوادث سرقة المعادن، وخاصة النحاس، ارتبطت بارتفاع الطلب على هذه المعادن، ثم جاء وباء كورونا كي يساهم في ارتفاع جرائم الشوارع إلى مستويات جديدة. وتتضمن هذه الجرائم والسرقات عناصر من البنية التحتية الأساسية للمدينة، وحتى الأعمال الفنية العامة التي بدت ذات يوم غير قابلة للنقل. وعلى مستوى مقاطعة لوس أنجلوس وحدها فُقد أكثر من 290 صنبورَ إطفاء منذ مطلع العام الجاري. وفي منطقة وسط مدينة لوس أنجلوس سَجلت السلطاتُ 6900 حالة سرقة أسلاك نحاسية خلال الماضي، مقارنة بـ 600 حالة فقط قبل خمس سنوات.
ووفقاً لأحد المشرِّعين في برلمان الولاية فإن بعض عمليات السرقة تقف وراءها جماعات إجرامية تقوم بتجنيد الأشخاص المدنيين للقيام بالسرقة مقابل مدهم بالمخدرات. وهو الأمر الذي أبقى أجزاء كبيرة من المدينة متروكة في الظلام، وهي أيضاً تفقد التماثيلَ التي خلدت شخصياتِها المهمةَ ومراحلَها التاريخيةَ المميزة!
(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)