أصبح الوعي باحتياجات البيئة والاهتمام بأفكار الاستدامة، سمتين بارزتين في كثير من مجالات النشاط والحياة اليومية للشركات والأشخاص والمجتمعات في الدول الصناعية المتقدمة. وفي هذه الصورة نرى عاملاً يقوم بتقليم الألواح البلاستيكية بغية ضبطها بسماكة قياسية في «لي بافيه»، وهي شركة ناشئة حلت معامِلها محل مصنع سابق للصلب، في ضاحية أوبيرفيلييه، على مشارف باريس.
وتُعنى «لي بافيه» بصناعة الأشياء من البلاستيك المعاد تدويرها، وتهتم في الوقت الحالي بالمساعدة في جعل الألعاب الأولمبية، المنتظر تنظيمها الشهر القادم في باريس، أكثر مراعاةً لسلامة البيئة والحفاظ على استدامتها ضد عوامل التلوث.
وبفضل هذا المصنع الصغير التابع لشركة ناشئة، سوف يتسلم أفضل الرياضيين على مستوى العالم ميدالياتِهم الذهبيةَ هذا الصيف وهم واقفون على منابر ذات لون فضي، لكنها مصنوعة من حاويات بلاستيكية منزلية معاد تدويرها بنسبة مئة في المئة، وذلك للمرة الأولى في تاريخ الألعاب الأولمبية.
كما قامت «لي بافيه» بتصنيع 11000 مقعد مدرج لساحتين رياضيتين صُممتا لاستضافة الألعاب، وكلها مصنوعة من زجاجات الشامبو المستعملة وملايين أغطية الزجاجات متعددة الألوان. وتعد «لي بافيه»، التي كان لديها قبل بضع سنوات ثلاثة موظفين فقط وأصبحت تملك الآن مصنعين وحصلت على عقد ضخم مع منظمي الألعاب الأولمبية، جزءاً من ثقافة الشركات الناشئة النشطة، التي يتزايد عددها وتنمو أنشطتها في فرنسا، وذلك بفضل سياسات طموحة من حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون لتحويل الاقتصاد من خلال صناعات جديدة تركز على التكنولوجيا النظيفة والتحول الأخضر.
وكما يقول أحد مؤسسي الشركة، فإن «هناك وفرة من البلاستيك الذي يضر بالبيئة، لكنه أثبت أيضاً إمكاناتِه الاقتصادية إذا أمكن إعادة استخدامه»، وهذا ما انتبهت له «لي بافيه» وغيرها من الشركات الصناعية الناشئة، التي تركز على الاحتياجات البيئية وتُعنى بتطبيق سياسات الاستدامة وأفكارها.
(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)