الإمارات العربية المتحدة لها هوّية خاصة تتمحور حول أصالة الطِباع الراسخة في الشخصية الإماراتية. والهوية الوطنية الإماراتية مُستنبطة من العادات والتقاليد والتراث الإماراتي، ومُرسخة بالقيم الإنسانية في بلد الإنسانية والتسامح. ومن هذا المُنطلق، تعكس الدولة قيم الهوية الوطنية ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً من خلال تعزيز الانتماء وتمكين قدرات الأفراد على إثراء المعرفة والعِلم وحسن المعاملة.

يتلاقى سير «الهوية الوطنية الإماراتية» مع «القوة الناعمة الإماراتية» في رسم تطلعات الوطن ورسم المستقبل الزاهي للدولة. تحرص قيادتنا الرشيدة على تحقيق جودة الحياة،  وهذا ما يُشير إلى صلابة ومتانة العلاقة بين القيادة وجميع من يسكن أرض الوطن. يستعرض جانب «التعليم» في الدولة توجهه نحو بناء شباب فاعل ومنتج وصقل لشخصية الهوية الوطنية من خلال المؤسسات التعليمية والمعلمين الأكفاء في الدولة، وبلا شك يتعلّم الشباب عن تاريخهم وتراثهم وعن السياسة الناجحة التي تم بها تدشين دولة الاتحاد، التي أصبحت فعلاً دولة فيدرالية عام 1971. تنشئة الطفل منذ الصغر على التعليم والتمكين الوطني واستيعابه لثقافة بلاده الثرية يصقل الشخصية الإماراتية الواعية المُحبة للوطن التي تعكس الهوية الوطنية.

تستثمر دولة الإمارات العربية المتحدة قوتها الناعمة في العديد من المجالات التي تُسهم في ارتقاء الدولة وهي النموذج الأسمى المبني على جهود أبناء الوطن الجبّارة، وترنو نحو تحقيق التميز، فمثلاً على الصعيد الاقتصادي والمالي نجد دولة الإمارات من بين أكبر الاقتصادات على المستوى العالمي، وتتماشى مع الخطة الاستشرافية وتطلعات المستقبل. تفوقت دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الشأن مما أدى إلى صنع القوة الناعمة في شبابها وعلاقاتها الدبلوماسية.

وعلى هذا النحو، تتضمن القوة الناعمة للإمارات جوانب عديدة أهمها الاقتصاد والتجارة الدولية، والاستثمار الوطني، والثقافة والفنون، والبحث العلمي والمعرفي. وبالإشارة إلى «مؤشر القوة الناعمة العالمي» لعام 2024، الذي دشنته مؤسسة «براند فاينانس العالمية»، فإن دولة الإمارات تصدرت المرتبة العاشرة، وهذا يعزز مكانتها وتقدمها وازدهارها في كافة الميادين. وبما أنّ الإمارات استطاعات أن تنجح في جذب الاستثمارات الأجنبية، فهذا يعني بأنّ لها خطة واضحة ومُتقنة لتعزيز الجانب الاقتصادي المتمثل في النفط والسياحة والتجارة وكل هؤلاء ضمن القوة الناعمة للوطن على المستوى العالمي والإقليمي.

ونستشهد بذلك ما أعلنته وزارة المالية في الدولة في موقعها الرسمي عن قوة ومرونة الاقتصاد الوطني، حيث إنها تستهدف منح الأولوية لخطط وقطاع التنمية الاجتماعية، وتُعد الميزانية الاتحادية للخطة الخمسية لهذه السنوات من 2022 ولغاية 2026 بإجمالي 290 مليار درهم هي الميزانية الأكبر على مدى الدولة.

وختاماً، من يولد في دار زايد أو يَعِش بها فبالتأكيد سيُدرك تماماً ما هي«الهوية الوطنية» وسيُجزم بأنّ لها رونقاً خاصاً يعكس روحاً إماراتية أصيلة حققت الريادة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وإلى يومنا هذا.

*كاتبة إماراتية