كرة القدم لعبة جماعية تبدأ من خارج المستطيل الأخضر، والفوز والخسارة عموماً مسألتان مرهونتان بعدة عوامل، إن توافرت أو غابت فإن الفريق- أياً يكن - إما إن يحقق فوزاً مهماً أو يخسر«بجدارة». وهذا ما يمكننا ملاحظته مع الزعيم العيناوي الذي استطاع أن يتربع على عرش الكرة الآسيوية بعد أن أدخل لاعبوه خمسة أهداف على يوكوهاما الياباني الذي حصل على هدف واحد، وبالتالي استأثر العيناوي بلقب دوري أبطال آسيا للمرة الثانية في تاريخه. ولا يمكن تجاهل دور المغربي المحترف سفيان رحيمي صاحب الدور الأبرز بين اللاعبين في انتزاع اللقب، والذي استطاع تسجيل 13 هدفاً خلال البطولة، وهو ما مكنه من الفوز بلقب هداف الدوري.
كان أداء لاعبي العيناوي ممتعاً حيث أظهر اللاعبون عزيمة كانت واضحة، وإصراراً على تحقيق الفوز، ليؤكدوا مكانة نادي العين في صدارة فرق القارة، وجدارته بتمثيل الإمارات وقارة آسيا في نهائيات كأس العالم للأندية مع عمالقة الكرة العالمية صيف العام المقبل 2025.
وأعتقد أن هذه البطولة تمثل صحوة مهمة للرياضة الإماراتية، وحافزاً للاعبينا على تحقيق الإنجازات في مختلف الرياضات. فتضافر عدة عناصر تسهم في التألق، خصوصاً وأن الدعم الذي تحظى به الألعاب على تنوعها في الإمارات كبير جداً من أجل بلوغ لاعبينا منصات التتويج.
لا شك أن مشوار الزعيم لم يكن مفروشاً بالورد في تلك البطولة. حيث واجه منافسة شرسة وتجاوز منافسين من العيار الثقيل، وعلى وجه الخصوص الهلال والنصر السعوديين، فكانت النتيجة التي حققها ثمرة تخطيط سليم وتنفيذ جيد، ليقدم نفسه منافساً قوياً منذ انطلاقة الدوري. لكن في المقابل، توجيهات رئيس مجلس إدارة نادي العين سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، كانت واضحة وحازمة مذ قال عام 2021 «في غضون 3 سنوات أريد العين بطلاً لدوري أبطال آسيا»، وهو ما تحقق بالفعل. ومعروف للجمهور العيناوي أن سمو الشيخ هزاع أحد صناع إنجازات الزعيم العيناوي وقلبه النابض منذ أن تولى مقاليد نائب رئيس مجلس إدارة النادي عام 1984. بينما كان الجمهور سنداً قوياً لفريقه سواء على أرضه أو خارج الديار، في المدرجات ووسائل التواصل الاجتماعي، فأدى دوره بحب، ودعم فريقه إلى أن وصل إلى منصات التتويج، وعلى هذا الأساس فهو شريك أساسي في هذا الإنجاز.
أعضاء الفريق بلا استثناء كانوا نجوماً، بدءاً من الطاقمين الفني والإداري ووصولاً إلى اللاعبين الذين يتهيأون جميعاً لمواصلة المشوار والاستعداد الجيد من الآن للمشاركة المرتقبة في بطولة كأس العالم للأندية. و«العين» ليس غريباً على تلك البطولة، إذ سبق له أن تُوج بالفضية أمام عملاق إسبانيا والعالم ريال مدريد، بعد أداءٍ وضعه في مصاف الكبار.
«العيناوي».. فريقنا الذي كتب قصة الإنجاز القاري بإبداع بفضل عزيمته القوية وإرادته الصلبة وعروضه اللافتة على امتداد منافسات البطولة، على موعد مع التاريخ، وهو على أعتاب مرحلة مهمة لتمثيل الكرة الإماراتية في بطولة العالم للأندية لكرة القدم 2025 التي ستقام في الولايات المتحدة ووفق النظام الجديد، بمشاركة 32 فريقاً. وإلى جانب أندية كبيرة وعريقة أبرزها مانشستر سيتي الإنجليزي، وريال مدريد الإسباني، وبايرن ميونيخ الألماني، ويوفنتوس الإيطالي، وباريس سان جيرمان الفرنسي وتشيلسي الإنجليزي والأهلي المصري والترجي التونسي والهلال السعودي والوداد المغربي، سيكون العيناوي حاضراً، وأعتقد أننا سنشهد بطولة استثنائية، وجولة كروية لا مثيل لها سيقدمها نادينا الذي نحبه ونشجعه وندعمه كجمهور واعٍ - وهو ما نتمناه له - طالما أن أرضية التميز متوافرة له، والدعم المطلوب - وأكثر منه - موجود.