ما زال البعض من قصيري النظر، من الحاقدين والحاسدين، يستكثرون على دول الخليج العربية ما حققته من إنجازات ومبادرات وتطور مبهر، وما وصلت إليه من نهضة وتنمية سريعة، وما استطاعات إطلاقه من مبادرات لاحتواء الأزمات ولمساعدة المتضررين في أنحاء العالم على اختلاف مناطقه. وفي المقدمة من دول الخليج دولة الإمارات العربية المتحدة التي سجلت الرقم الأول عالمياً في مجال المساعدات الإنسانية، وقدمت ما يعادل ميزانيات دول.
وقد لفت انتباهي مقطع فيديو منشور مؤخراً لرجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور، حيث تحدث ضِمنه في آخر أيام شهر رمضان المبارك، قائلاً إن «دولتنا ما قصرت في بناء المؤسسات وحمايتها، ورسخت الأمن والأمان لنا جميعاً، وعلينا كرجال أعمال ومقتدرين أن نساهم ونساعد ونعزز هذا النجاح والإنجاز والعطاء، وأن نساعد المحتاجين للمال والعيش والدراسة والعلاج، داخل الدولة وخارجها، مقيمين عرب وأجانب، بما نمتلكه من مال ومشاريع واستمارات وقدرات مالية، لكي نحس بأننا جزء من هذا الوطن المعطاء المتميز، والذي لولاه لما استطعنا إنجاز ما أنجزناه واكتسبناه».
وهنا نتذكر جميعاً، حين اجتمع الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في إحدى استراحاته بالعاصمة أبوظبي مع مجموعة مع رجال الأعمال الإماراتيين، وقال لهم: «أنتم يا التجار.. ماذا قدمتم للمواطن والمقيم في الإمارات، من مشاركات ومساهمات؟ عليكم إنشاء مستشفيات ومستوصفات وعيادات طبية، يستفيد منها المواطن والمقيم، حتى ولو بأسعار رمزية، لتكونوا مساهمين بعمل الخير في هذه المسيرة».
والآن يأتي حديث رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور، ليؤكد حديث زايد الخير، طيب الله ثراه، ولينسجم ويتناغم مع ما تقوم به الدولة من مبادرات إنسانية وخيرية وفيرة، بما في ذلك تقديم المساعدات الغذائية والإمدادات الدوائية والمعدات الطبية والملابس والأغطية والخيم.. للمحتاجين والمتضررين في البلاد العربية والإسلامية والعالمية، بشكل وفير ومستمر وعلى مدى العام كله.
وقد احتلت دولة الإمارات المركز الأول كأكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية في العالم. وحافظت الإمارات طوال الأعوام الماضية على صدارتها ومكانتها المتقدمة ضمن قائمة أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية، قياساً إلى دخلها القومي بنسبة 1.31 في المئة، أي بما يقترب من ضعف النسبة العالمية البالغة 0.7% التي حددتها الأمم المتحدة كمقياس عالمي لقياس جهود الدول المانحة في المجالي التنموي والإنساني.
وقد احتلت الإمارات المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية، وذلك وفقاً للبيانات الأولية التي أعلنتها لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وهو ما جعل المنظمات الإنسانية العالمية تصنّف دولة الإمارات باعتبارها الدولةَ الأكثرَ تبرعاً ودعماً ومساعدةً للأعمال الإنسانية والخيرية في العالم. وهذا تصنيف أدهش العالمَ، وبقدر ما أثار حسدَ الحاسدين وغيرةَ المغرضين، فقد خلق لدى أبناء الإمارات والخليج والأمة العربية مزيداً مِن مشاعر الارتياح والفخر بدولة الإمارات وبنجاحاتها الإنسانية المتتالية وإنجازاتها التنموية التي لا تتوقف!
*كاتب سعودي