قبل تهديد بايدن الأخير، بدا موقف البيت الأبيض واضحاً تماماً بأن إمداد الأسلحة إلى إسرائيل سيستمر، ولم يكن هناك شيء محدد يشير إلى وجود خط أحمر جديد. . نيكولاس كريستوف* . هدد الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الخميس قبل الماضي، بربط المساعدات المقدمة لإسرائيل بمعاملتها للمدنيين في قطاع غزة. لكن ليس من الواضح ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيأخذ تهديدات بايدن على محمل الجد – أو أنه يحتاج إلى ذلك. ويعكس تحذير بايدن القلق الأميركي بشأن الخسائر الإنسانية الكارثية في غزة، في ظل تعرضه لضغوط متزايدة من أعضاء مجلس الشيوخ والجمهور وحتى زوجته، لبذل المزيد من الجهد لتخفيف الأزمة – لكنه كان دائماً متردداً في القيام بأكثر من مجرد مطالبة نتنياهو باتباع سلوك أفضل. حتى في اليوم الذي قتلت فيه إسرائيل سبعة من عمال الإغاثة في المطبخ المركزي العالمي (وورلد سنترال كيتشن)، وافقت إدارة بايدن - حسبما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» - على شحنة كبيرة جديدة من القنابل والأسلحة الأخرى إلى إسرائيل. وكان بايدن منذ فترة طويلة مؤيداً قوياً لإسرائيل. فهو ينتمي إلى جيل كانت المحرقة ذكرى حية بالنسبة له، وكان ينظر إلى إسرائيل آنذاك كدولة شابة هشة يحاصرها جيران أقوياء. لقد بدا غير راغب في استخدام النفوذ الأميركي ضد إسرائيل من خلال إبطاء أو وقف عمليات نقل الأسلحة، أو فرض قيود على الاستخدام النهائي لتلك الأسلحة، أو السماح باتخاذ قرارات صارمة من خلال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وسمحت إدارة بايدن بتمرير قرار واحد بشأن غزة، بعد استخدام حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة قرارات سابقة. لكنها تجنبت بعد ذلك الأسئلة حول ما إذا كانت ستلزم إسرائيل بالامتثال بالقول إن القرار غير ملزم على أي حال (لكن آخرين لم يوافقوا). قبل تهديد بايدن الأخير، بدا موقف البيت الأبيض واضحاً تماماً بأن إمداد الأسلحة إلى إسرائيل سيستمر، ولم يكن هناك شيء محدد يشير إلى وجود خط أحمر جديد. وقبل أسبوع قال جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض: «نحن لا نهتم بحقيقة أن لدينا مشكلات معينة حول بعض الطرق التي تتم بها الأمور. كما أننا لا نتردد في حقيقة أن إسرائيل ستستمر في الحصول على الدعم الأميركي للمعركة التي تخوضها للقضاء على التهديد الذي تمثله حماس».
نيكولاس كريستوف*
*صحفي وكاتب أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»