في إطار جهود دولة الإمارات المستمرة لدعم جهود مواجهة الجريمة وتفعيل التعاون الدولي في مجال إنفاذ القانون، تستضيف دبي الدورة الثالثة من القمة الشرطية العالمية خلال الفترة بين 5 و7 مارس الجاري، وذلك في مركز دبي التجاري العالمي، تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
وقد أثبتت هذه القمة، منذ انطلاق دورتها الأولى، أهميتَها الكبرى لدعم التعاون العالمي لمواجهة الجرائم بكافة أشكالها، حيث استطاعت تكريس نفسها كمنصة أمنية ترفد الأجهزة الشرطية ووكالات إنفاذ القانون، بأفضل الممارسات، لتعزيز قدراتها على مواجهة الجريمة، التي أصبحت مهمة أكثر تعقيداً في ظل التغيرات التي فرضها التطور التقني والتقدم الكبير في مجال الرقمنة، حيث يتم توظيفه من قبل العصابات الإجرامية للإفلات من العقاب.
وتستمد هذه القمة أهميتها من اعتبارات عدة، أبرزها ما يأتي:
- تمثل القمة فرصة مثالية لمناقشة التحديات الدولية فيما يخص الجريمة، واكتشاف أفضل الممارسات والتطبيقات الشرطية في القرن الحادي والعشرين واستكشاف الحلول المُثلى للتحديات المشتركة.
- تلعب القمة دوراً مهمّاً في تأسيس الشراكات العالمية لمعالجة قضايا خطيرة مثل أنشطة العصابات والاتجار بالمخدرات.
- تمثل القمة منصة مهمة لتبادل المعلومات وفتح قنوات حيوية للتواصل الأمني والشرطي، على النحو الذي يساعد على التصدي للجرائم العابرة للحدود بشكل أكثر فاعلية.
- تسهم القمة التي تعد منصة تخصصية رائدة، والأبرز من نوعها في مجال إنفاذ القانون، من خلال المناقشات الثرية التي تشهدها، في ابتكار حلول استباقية لتدعيم سبل مكافحة الجرائم.
ويؤكد الفريق عبدالله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، أن القمة وعلى مدى عامين، أسهمت في توجيه مسار العمل الشرطي العالمي، نحو أطر أكثر تنظيماً ودقة واحترافية في مواجهة الجرائم المنظمة، ومكّنت قادة الشرطة والخبراء والعاملين في وكالات إنفاذ القانون، من رؤية أوجه أكثر شمولية وتكاملية عن اتجاهات العمل الشرطي الجديد وتحدياته، في عالم سريع التغير.
ويكشف جدول فعاليات الدورة الثالثة للقمة عن مناقشتها العديد من القضايا الحيوية، ففي محور الجريمة والعدالة الجنائية، تنظم القمة ورشة عمل بعنوان «الابتكار المسؤول للذكاء الاصطناعي في مجال إنفاذ القانون»، حيث سيقدِّم معهد الأمم المتحدة الإقليمي لبحوث الجريمة والعدالة (UNICRI) والإنتربول مفهوم الابتكار المسؤول للذكاء الاصطناعي، مع وصف ماهيته وأهميته لوكالات إنفاذ القانون.
وفي محور مكافحة المخدرات، تنظم القمة ورشتي عمل بعنوان «تحقيق الصحة العامة والسلامة العامة في التعامل مع الجناة المدمنين على المخدرات»، و«دور ضباط المؤسسات الأمنية والمدرسية في مواجهة التحديات الطلابية في البيئات التعليمية». وفي مجال المرونة والاستدامة، تنظم ورشة بعنوان «كيف تؤثر تطبيقات المحادثة مع الذكاء الاصطناعي على عمل إنفاذ القانون». وفيما يخص محور الطائرات بدون طيار، الذي بات يحظى بأهمية متعاظمة مع تسارع التقدم التكنولوجي، تنظم القمة ورش عمل بالشراكة مع الإنتربول، بشأن الجوانب التقنية وتقنيات التحليل الجنائي، وأساسيات التحليل، والتحليل المتقدم، وغيرها من المحاور الأخرى.
وعلى هامش القمة، التي تنطلق اليوم تحت شعار «توحيد الجهود الشرطية العالمية لمستقبل أكثر أماناً»، بمشاركة عدد من القادة الأمنيين والشرطيين والخبراء المتخصصين والعاملين في منظمتي «الانتربول» وأجهزة إنفاذ قانون دولية، هناك عدد من الفعاليات المهمة، حيث سيتم تنظيم معرض دولي يستعرض التقنيات الرائدة والتكنولوجيا المعززة للعمل الشرطي والأمني، ويقدم سوقاً شاملة لعدد 230 مُورِّداً لأحدث التطورات في التكنولوجيا والخدمات، وتستقبل القيادة العامة لشرطة دبي وفداً من مجلس إدارة الرابطة الدولية للمؤسسات الإصلاحية والعقابية، استعداداً لاستضافة مؤتمرات الرابطة في إمارة دبي خلال عام 2027. لقد نجحت القمة الشرطية العالمية من خلال الدورتين السابقتين في تحقيق الكثير من النتائج المهمة على صعيد تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الجرائم، والمأمول أن تواصل الدورة الثالثة مسيرة هذا النجاح، من خلال المزيد من ترسيخ آليات التعاون بين الأجهزة الشرطية، وتبادل الممارسات الناجحة، وتوظيف التقدم التقني على النحو الأمثل للكشف المبكر عن الجرائم ومن ثم تفادي نتائجها الوخيمة.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية