في ظل الإنجازات المتواصلة التي تحققها دولة الإمارات بشأن الجاهزية للمستقبل والاستعداد التام له، تربّعت الإمارات في صدارة 20 مؤشراً من مؤشرات ممكّنات الجاهزية لفرص المستقبل، والمرتبة 23 عالمياً، والأولى عربياً في اقتناص فرص قطاعات المستقبل بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة. جاء ذلك في نتائج النسخة الأولى من تقرير «المؤشر العالمي للفرص المستقبلية» لعام 2024، والذي أطلقته مؤسسة «نيوزويك فانتج» العالمية، ومجموعة «هورايزون» السويسرية للأبحاث، المبني على الشراكة التي تم إطلاقها العام الماضي بين حكومة دولة الإمارات والمؤسستين العالميَّتين لإنجاز هذا التقرير، والذي يقيّم بدوره حجم الفرص المستقبلية التي تحملها التحولات العالمية ومدى جاهزية الدول لتوظيفها لخدمة التنمية المستقبلية في قطاعاتها الرئيسية.
تم الكشف عن نتائج التقرير خلال فعالية أُقيمت في جناح دولة الإمارات في المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس 2024»، المقام خلال الفترة من 15 إلى 19 يناير الجاري، والذي يختتم أعماله اليوم، في «دافوس» بسويسرا، وقد حظى التقرير باهتمام لافت للنظر من قبل وسائل الإعلام العالمية المؤثرة، الأمر الذي يسلط بشكل أكبر الضوء على مدى نجاح النموذج التنموي لدولة الإمارات.
ولعل نتائج التقرير الإيجابية لصالح دولة الإمارات، تُعد من ثمار الرؤى الرصينة للقيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يؤكد على الدوام سعي دولة الإمارات للصدارة في شتّى المجالات والقطاعات الحيوية، وضرورة وضع المستقبل في مقدمة الأولويات في رؤى واستراتيجيات حكومة دولة الإمارات.
وفي التفاصيل، هناك العديد من الأمور المهمة، التي تؤكد سبق دولة الإمارات في استشراف المستقبل، حيث حقّقت حكومة الإمارات المرتبة الأولى عالمياً في مرونة الاستجابة للمتغيرات، وصناعة السياسات المستقبلية وإطلاق المبادرات الحكومية الاستباقية، كما جاءت في المرتبة الأولى عالمياً في جاذبية واستقرار وحجم المواهب العالمية، وعدد المواهب التنافسية في سن العمل، والمرتبة الأولى عالمياً في حجم مواهب تطوير برمجيات المستقبل الرقمية، وعدد الطلاب الدارسين في جامعات الدولة في المجالات الجديدة، وحجم سوق الإمارات لما يتميّز به من قدرات اقتصادية متقدمة للمستهلكين، كما حلّت الدولة في المرتبة الأولى عالمياً في مؤشرات التواصل الرقمي، والانتشار واسع النطاق لاستخدام شبكة الإنترنت العالمية، والبنية التحتية الرقمية المتقدمة للاتصالات، بما في ذلك سرعة شبكة البيانات المتنقلة، وأعداد المستخدمين والمشتركين بخدمات الهواتف المتحركة.
وفي الواقع، فإن ما جاء في التقرير يؤكد على حزمة من الحقائق المهمة، منها ما يؤكد نجاح الإمارات في سرعة الاستجابة والمرونة مع المتغيّرات والمستجدات العديدة، على الرغم مما شهده العالم من تقلّبات سياسية، واقتصادية، وصحية، خلال الأعوام السابقة. ومما لا شك فيه أن الخطط الاستراتيجية المستقبلية والرؤى الاستشرافية لحكومة دولة الإمارات، خير برهان على سعي الدولة إلى التخطيط للمستقبل، وبناء الاستراتيجيات والخطط قصيرة وطويلة المدى عليه، وهو ما يتجسد في العديد من المبادرات، منها «مئوية الإمارات 2071»، ورؤية «نحن الإمارات 2031»، و«رؤية أبوظبي 2030».
وفي سياق متصل، اختار المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس 2024» مبادرة حكومة دولة الإمارات «جاهز»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في نوفمبر 2022، ضمن أفضل المشاريع العالمية في تقريره العالمي «بناء الجاهزية للغد»، الذي يرصد أفضل الممارسات المؤسسية العملية الرائدة والملهمة للجاهزية للمستقبل من حول العالم، والتي تركز على تأهيل وتمكين الموظفين الحكوميين بمهارات المستقبل لتعزيز جاهزية حكومة دولة الإمارات للمستقبل، ما يعزز ترسيخ موقع الدولة موطنًا لاكتساب المهارات الجديدة، خاصة مهارات المستقبل وتحويل التعلم المستمر إلى مهارة أساسية للتقدم والنجاح، بما يفتح لدولة الإمارات آفاقاً جديدة لصنع مستقبل أفضل للإنسان، وتعزيز ازدهار الدولة بشكل مستدام، وضمان بناء مستقبل مزدهر راسخ للأجيال القادمة.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية