عربة بائع هدايا تذكارية تصطف مع عشراتٍ من مثيلاتها على ممر المشاة على طول جسر بروكلين في مدينة نيويورك الأميركية، حيث يظهر عميلان يتفحصان بضاعةً مِن المعروض داخل هذه السوق غير الرسمية، وربما يساومان البائعَ على سعرها النهائي. وتشكل أكشاشك العربات أهمَّ عمل تجاري على جسر بروكلين، حيث يعمل عشرات الباعة ويكسبون رزقهم منها، كما يشتري بعض المارة مقتنيات وهدايا تذكارية من هذه الدكاكين الصغيرة المتنقلة وغير المرخصة. وتعتزم سلطات مدينة نيويورك إنهاء وجود هذه العربات فوق الجسر ونقلها ابتداءً من مطلع الشهر الجاري، لتخفيف الازدحام المروري على الممشى الذي يستخدمه يومياً حوالي 35 ألف شخص، وإن كان ذلك سيضر بقطاع تجاري صغير تكوَّن على مدى سنوات طويلة في هذا المكان، حيث اعتاد السكان والزوار والسياح التوقف لاقتناء هدايا تذكرهم بجسر بروكلين.
وجسر بروكلين الذي يعد أقدم الجسور المعلقة في الولايات المتحدة الأميركية، يمتد عبر نهر «الإيست ريفر» بطول قدره 1825 متراً ليصل بين منطقتي مانهاتن وبروكلين في مدينة نيويورك. وكان عند انتهاء الأشغال فيه وافتتاحه أمام حركة المرور عام 1883 أكبر جسر معلق في العالم وأول جسر تُستخدم فيه الحبال الفولاذية. وقد استمر العمل في تشييده 14 عاماً توفي خلالها 27 من عماله في «حوادث عمل»، بينهم المهندس المشرف على التشييد نفسه. وقد أُدرج جسر بروكلين على قائمة «المعالم التاريخية الوطنية» الأميركية في عام 1964، وقد اعتاد زائرو نيويورك التقاط صور شخصية من فوقه واقتناء هدايا تذكارية من الباعة الذين يصفون عرباتهم عند حافة ممشاه! (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»).