تعد المرحلة الفرنسية من حياة الفنان الهولندي فينسنت فان خوخ، الممثل الأشهر للمدرسة الانطباعية في فن التصوير التشكيلي، أهم مراحل حياته الإبداعية، وأكثرها ثراءً وخصوبةً. ومن بين لوحاته التي رسمها خلال هذه الفترة، والتي كشفت تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال الأعوام الماضية الأخيرة بعض أبعادها الخفية غير المكتشفة سابقاً، لوحته الشهيرة «مارجريت غاشيت»، وهي ابنة الدكتور جاشيت الذي كان يزوره الفنان في منزله ببلدة «أوفير سور واز» المجاورة لباريس، حيث قام برسم ابنته مارجريت.
وفي هذه الصورة نرى زائرين داخل متحف دورسيه بباريس يضعون أجهزة على رؤسوهم لخوض تجربة جديدة باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي بغية التعرف على لوحة مارجريت غاشيت، ليشاهدوا لأول مرة بعض التفاصيل والأبعاد والألوان طالما غابت عن ملاحظة العارفين باللوحة، وليكتشفوا بطريقة حيوية تفاعلية مواد الفنان وتقنياته وأسلوبه المميز في استخدام الضوء وزوايا الرؤية ومنظور اللون. والمفاجأة الأكبر في هذه التجربة الغامرة هي ما يتضح من أن لوحة فان جوخ ثلاثية الأبعاد، إذ يتعلق بإعادة اكتشاف مادية اللوحة المنحوتة بضربات الفرشاة، بالإضافة إلى بعض الاختلافات في الألوان أيضاً.. وذلك بفضل استخدام برامج القياس التصويري في مشاهدة اللوحة في رحلتها الحالية من متحفه فان جوخ في أمستردام إلى متحف دورسيه الفرنسي الذي جعل الفنان يبوح بأسرار لوحته كاشفاً فيها جوانب، وأبعاداً ظلت خفيةً على عشاق الفن ونقاده لسنوات طويلة! (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)