عشرات المهاجرين يقفون عند السياج الحدودي الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك، قرب مدينة لوكفيل بولاية أريزونا الأميركية، في انتظار أن ترد سلطات الحدود والهجرة الأميركية على ما قدموه من ملفات لطلب اللجوء ومعالجاتها والإجابة عليها، قبولاً أو رفضاً.
وفي انتظار تلقي الرد الأميركي، يبقى هؤلاء اللاجئون تحت إيقاع الدقائق والساعات التي تمر عليهم بطيئة ثقيلةً كما لو أنها حِقبٌ طويلة من المعاناة، فما بين الرفض والقبول هناك مصير يصنع الفارقَ بين ماضٍ يفر منه طالب اللجوء ومستقبل يطمح إلى معانقته والفوز بنيله، ألا وهو «الحلم الأميركي». الوصول إلى هذه النقطة يكلف طالبي اللجوء أموالا ومعاناة، ويضطرهم لتجشم مخاطر كثيرة.. وكل ذلك يعتقدون أنه الثمن الذي يتعين دفعه مقابل الوصول إلى أرض الفرص والأحلام، أي «الجنة الأميركية الموعودة»!
وقد أقامت الولايات المتحدة مزيداً من الاستحكامات ونقاط المراقبة على حدودها مع المكسيك خلال السنوات الماضية، مما تسبب في قطع المعابر القانونية للتعامل بين المجتمعات المحلية على الجانبين. ثم جاءت جائحة كورونا ومعها سياج ترامب الحدودي، ليضعا مزيداً من المصاعب أمام اللاجئين الحالمين بدخول الأراضي الأميركية. لكن بعد إزالة نظام الطوارئ المفروض بموجب الجائحة، ووصول الإدارة «الديمقراطية» الحالية، أصبح الدخول متاحاً لكثير من المهاجرين الذين يتقدمون بطلبات لجوئهم عند سلطات المعابر الحدودية، وهو ما خلق ويخلق جدلاً واسعاً بين الديمقراطيين والجمهوريين الذين يتهمونهم بفتح أبواب البلاد على مصراعيها أمام موجات المهاجرين المتدفقين عبر الحدود الجنوبية مع المكسيك! وعلى إيقاع هذا الجدل، تمر لحظات الانتظار والترقب على طالبي اللجوء بطيئة كما لو أنها تقويم زمني في كوكب آخر! (الصورة من «نيويورك تايمز»)