تقع ولاية مونتانا في شمال الولايات المتحدة على الحدود مع كندا، ورغم مساحتها الشاسعة نسبياً فإن عدد سكانها لا يتجاوز مليون نسمة، أما اقتصادها فيعتمد على الزراعة والأخشاب والسياحة، إذ تستقبل سنوياً ضعف عدد سكانها عدة مرات من السياح. والمصدر الأول لجاذبيتها السياحية هو قممها الجبلية التي أكسبت الولاية اسمها، إذ تعني كلمة مونتانا بالإسبانية الجبل، أما المصدر الثاني فهو الأنهار المتدفقة من جبالها والحدائق الغناء والمزارع الضخمة.
وفي هذه الصورة نرى قوس روزفلت، وهو المدخل الشمالي لمتنزه يلوستون الوطني في منطقة غاردينر السكنية بولاية مونتانا، وقد نقشت عليه عبارات ترحب بالسائحين وتقول إن المكان تم تجهيزه لإفادتهم وإمتاعهم. ويعد متنزه يلوستون الوطني، بمداخله الخمسة المشهورة، أحد أهم المزارات السياحية الأميركية، وهو موقع لواحدة من أشهر المعارك بين القبائل المحلية والمستكشفين البيض أوائل القرن التاسع عشر، وقد تأسس في عام 1872 بموجب تشريع صادر عن الكونغرس، ما يجعله أقدم متنزه وطني في العالم. وكما يعرف بموقعه الذي يرتفع بنحو 2.2 ألف متر فوق مستوى سطح البحر، فإنه معروف بشلالاته وأنهاره وبحيراته، وبعيونه الساخنة التي يعود ظهورها إلى براكين حدثت قبل أكثر من مليوني سنة. كما يتميز بأنظمته البيئية متعددة الأنماط، إذ تشمل الهضاب والغابات والوديان وتحتضن العديدَ من الأنواع الحيوانية.. ما جعله أحد مواقع التراث الثقافي العالمي المسجلة على قوائم «اليونسكو». وقد نال المنتجع مزيداً من الشهرة بفضل مسلسل دراما تلفزيونية شهير يحمل نفس الاسم، وتدور أحداثه الخيالية في المكان نفسه، ما دفع ملايين السائحين لزيارة ولاية مونتانا لرؤية متنزه يلوستون. (الصورة من خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سيندكيشن»)