توليت هذا الأسبوع مهام عملي كسفيرة للولايات المتحدة الأميركية في دولة الإمارات العربية المتحدة. إنه لشرفٌ كبيرٌ أن أقود فريق البعثة الذي يضم ما يقرب من 1000 موظف في سفارتنا بأبوظبي وقنصليتنا العامة بدبي، حيث نعمل على تعميق العلاقات الثنائية خلال هذه الفترة المحورية.

تستند علاقة الولايات المتحدة ودولة الإمارات على أسس قوية: صداقة طويلة الأمد، ومصالح مشتركة، وشراكة وثيقة قدمت العديد من الإنجازات ولحظات الفخر لشعبينا. على مدى أكثر من نصف قرن، شكّلت رؤية الشيخ زايد حجر الأساس لشراكة تمتد لعقود مع الولايات المتحدة وتعمل على تعزيز أمن وازدهار بلدينا.

واليوم، يظل إرث الشيخ زايد الذي نفخر به محوراً لعلاقتنا التي لا تزال تزدهر من خلال الرؤية المشتركة لقادتنا نحو السلام والاستقرار الإقليميين، والتزامنا بالتصدي للتهديدات وتهدئة الصراعات، والحد من التوترات في الشرق الأوسط وحول العالم. قد أسهمت هذه الرؤية لمنطقة وعالم مترابطين في تحقيق الازدهار لكل من دولة الإمارات والولايات المتحدة. وتتجسد هذه الرؤية في الاتفاقيات الإبراهيمية التاريخية، وممر التجارة والنقل العابر للقارات الذي أُعلن عنه مؤخراً، والعديد من الإنجازات الدبلوماسية الأخرى.

وقد تبلورت علاقتنا أيضًا من خلال شجاعة قواتنا التي وقفت جنبًا إلى جنب في ساحات القتال، وبفضل ديناميكية رواد الأعمال من البلدين الذين حققوا نموًا وتقدمًا اقتصاديًا غير مسبوق. وبإبداع فناني البلدين الذين أثروا على نفوسنا وأمتعوا حواسنا، ومن خلال الابتكار الرائد لعلمائنا الذين يقدمون معاً اكتشافات جديدة في مجالات الصحة والتكنولوجيا والطاقة النظيفة والعديد من المجالات الأخرى. نحن دولتان رائدتان، ووجهات مرغوبة للمواهب العالمية، ومصادر للفرص والأمل تمتد إلى ما وراء حدودنا.

نحن متحدون في تركيزنا الدؤوب على المستقبل. تمتد طموحاتنا المشتركة حول العالم وإلى الفضاء، حيث يعمل رواد الفضاء الإماراتيون والأميركيون على تعميق الفهم البشري للكون. لدينا أهداف طموحة مع اتفاقية آرتيميس، وسيعيد تعاوننا مع دولة الإمارات الإنسان إلى سطح القمر.

وتمثل مناقشاتنا حول تكنولوجيا النظم البيئية الموثوقة وإمكانية استخدام التكنولوجيا المتقدمة لتحسين رفاهية الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وعلى الصعيدين الإقليمي والعالمي بُعداً جديدًا من جهودنا الدبلوماسية. إن تطلعاتنا راسخة في التزامنا المشترك لحماية كوكبنا الثمين وتأمين مستقبل مستدام للبشرية من خلال القيادة والعمل المشترك لمواجهة تحدياتنا الأكثر إلحاحاً، وخاصة أزمة المناخ. نحن نثمن الدور الريادي لدولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة قمة المناخ COP28 هذا العام.

إن التزام دولة الإمارات بأن تصبح رائدة عالمياً في تكنولوجيا الطاقة النظيفة هدف يوفر آفاقًا جديدة للتعاون بين بلدينا. إننا نعمل معاً في عدة مبادرات تمتاز بالرؤية والتفكير الطموح مثل «الشراكة لتسريع الطاقة النظيفة»، و«مبادرة الابتكار الزراعي من أجل المناخ»، و«تحالف الرواد الأوائل»، و«منتدى منتجي صافي الانبعاثات الصفري»، و«التعهد العالمي لغاز الميثان»، و«التحالف العالمي للوقود الحيوي». يهدف هذا التعاون بين بلدينا إلى إزالة الكربون من أنظمة الطاقة لدينا وخفض الانبعاثات سعيًا لتحقيق اقتصاد صافي الانبعاثات الصفري، وتحقيق الرخاء للأجيال القادمة.

وتتوسع شراكتنا لتشمل مجالات جديدة، بما في ذلك الأمن الغذائي، واستثمارات البنية التحتية، ومرونة سلاسل الإمداد، كما نواصل تعزيز الجانب الأساسي لشراكتنا الثنائية المتمثلة في الروابط الشعبية طويلة الأمد بين البلدين، والتي تحفزنا للمضي قدمًا والعمل بجد نحو أهدافنا المشتركة.

وقد تم بناء هذه الروابط من قبل عشرات الآلاف من الطلاب الإماراتيين الذين تم استقبالهم على مدى عقود في الجامعات الأميركية والذين رسموا مسارًا ملهماً للتعلم، والاستكشاف المتبادل. ومؤخرًا، شهدنا قوة هذه الروابط بين محبي كرة السلة الأميركية وهم يشجعون بحماس مباراة مشوقة في اتحاد آرينا، حيث سلط الدوري الأميركي للمحترفين لكرة السلة الضوء على القوة الموحدة للرياضة والمنافسة الودية. وبفضل صداقتنا وشراكتنا الدائمة، واجهنا العديد من التحديات الصعبة وقمنا بتحويلها إلى فرص ناجحة.

فشراكتنا تتسم بالشجاعة في مواجهة الصعاب، والرؤية الحكيمة في مواجهة العقبات، والاهتمام الدائم لرفاهية الآخرين. وقد ساهمت تلك المزايا في تحقيق نجاحاتنا المشتركة، بالإضافة إلى احترامنا والتزامنا المتبادلين. هناك العديد من الآفاق الجديدة والعديد من النجاحات الجديدة تنتظر بلدينا. يتطلع فريقنا في البعثة الأميركية إلى العمل مع زملائنا وأصدقائنا الإماراتيين للوفاء بتعهدات هذه الفترة المليئة بالفرص.

*سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في دولة الإمارات العربية المتحدة.