الهندسة الكوكبية والزلازل
أضحت الكوارث التي تحل على البشرية تحدث بوتيرة متزايدة غير مسبوقة بين توقعات تصيب وتخيب، وبين مد وجزر جدلي لم يصل الإنسان من خلاله حتى يومنا هذا للقدرة على التنبؤ بحدوث الزلازل!
بل هو أمر مستحيل وفق الإمكانيات والنظريات العلمية الحالية، وهو ما يجعلنا نتساءل: لماذا نحاول دائماً تفسير الظواهر الطبيعية وفقاً لعلوم الجيولوجيا ونتجاهل الفرضيات الأخرى؟ مثل أنه من الممكن أن تكون الزلازل مصطنعة، وهذا جزء من تكنولوجيا متقدمة للغاية تتسبب في حدوث الزلازل أو تزيد من حدة تأثيرها، وحقيقة أن إعادة البناء هو أهم قطاع صناعي تجاري مالي في وقتنا الحاضر.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا أصبحت الزلازل مؤخراً تحدث فقط وقت الفجر ومنتصف الليل أو بعده بقليل؟ حيث إن احتمالية الخسائر في هذه الأوقات حتماً ستجعل الخسائر أضعافاً مضاعفة مقارنة بحدوثها في الأوقات الأخرى. ولهذا لا غرابة أن يطلب الاتحاد الأوروبي من القائمين على بعض المشاريع الكبرى الخاصة بالمناخ في الدول العظمى - خاصةً الولايات المتحدة الأميركية - بتفسير بعض الظواهر المرتبطة بتجاربهم، وتم حضور عدد من مسؤولي بعض تلك المشاريع إلى جلسات استماع في البرلمان الأوروبي!
يبدو لي أن بعض المشاريع التي تم إطلاقها على مستوى العالم في دول ما يسمى بالعالم الثالث تعد من الناحية الفنية كارثة تنتظر الحدوث لتأثر على قارة بأكملها، وذلك كوجود سدود لم تصمم لتكون ملائمة لعدد غير متوقع من الكوارث، وهي تهدد بقتل وتشريد الملايين من الناس، وبين عواصف وسيول وفيضانات وزلازل لا تتوقف في العالم، نجد أنها تحدث في الغالب في مناطق حرجة جيوسياسياً، وتقع ضمن حزام السياسات الاحتوائية والتدخلية لقوى عظمى معينة. وحتى الكوارث التي تضرب تلك الدول نفسها تجدها وكأنها مصممة لضرب مناطق بعينها، حيث الأقليات الاثنية والعرقية والصناعات الزراعية والحيوانية التي تسير عكس تيار التاجر الأوحد، ونظام أقطاعي مهيمن على مستقبل البشرية، ولكن لماذا تخص الكوارث الدول التي لديها مخزون عالمي لبعض المواد التي ستحدد من سيملك العصا السحرية لتحقيق الأمن الغذائي والمائي والطاقة التقليدية والنظيفة واحتكار المواد الحيوية الاستراتيجية؟
من جانب آخر، يتداول وبشدة في الآونة الأخير نظرية تتبع حركات الكواكب ومحاذاتها لكوكب الأرض، أي عندما يكون موقع كوكب الأرض في زاوية 180 درجة بالنسبة للكواكب الأخرى في المجموعة الشمسية وتكون الأرض على خط واحد مع كوكب آخر، أو أكثر، تزيد نسبة احتمال حدوث الزلازل، وذلك بسبب حدوث تغير طفيف للغاية في جاذبية الكواكب التي تضغط على جاذبية الأرض والمؤدي لتباطؤ شديد للغاية للأرض، ما يؤثر على الصفائح التكتونية للأرض فتحدث الزلازل، وفي الحقيقة عندما تحدث المحاذاة غالباً ما تحدث زلازل، ولكن لماذا لا يعتبر ذلك علماً؟
والإجابة هو أنه علم غير تجريبي وغير قابل للقياس، وهي نظرية قائمة على الإحصائيات والتزامن، وفي العلم التجريبي التزامن لا يقتضي السببية أي أن حدوث الظاهرة «أ» ليس بالضرورة أن يكون سبباً في حدوث الظاهرة «ب» وحتى إنْ حدث ذلك مراراً وتكراراً، وهي النقطة العمياء في العلوم العامة، ما يرفع مستوى عدم اليقين البشري في مواجهة الطبيعة. ولكن ماذا لو أن ما يحفز الألواح في القشرة الأرضية هو أمر خارج عن المسلمات العلمية، حيث يتوقع الباحثون غير التقليديين حدوث المزيد من الزلازل، وربما تسونامي مرعب في سواحل بعض الدول المطلة على البحر المتوسط في الشهر الجاري والقادم وفق افتراض محاذاة الكواكب للأرض.
وكيف يرجعنا ذلك للنقاش في أزمة العقل الإنساني غير المرن، والذي لا يتمتع بالرشاقة الفكرية بسبب وقوعه فريسةً للعلوم الرافضة لأي تفسير غير علمي، ولكنها تقبل بالنظريات الرياضية التي تتنبأ بأمر معين وتطلق عليه علم مع أنه غير قابل للقياس خارج نطاق قوانين الرياضيات والفيزياء، وماذا لو أن العلم والعلماء غير معصومين من الخطأ!
*كاتب وباحث إماراتي متخصص في التعايش السلمي وحوار الثقافات.