المرأة الإماراتية والتمكين
تفخر المرأة الإماراتية بأنها نصب عين قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة منذ إنشاء الدولة في عام 1971، وبأنها دائماً في مكانة متساوية في الحقوق والواجبات مع الرجل المواطن وإلى جانبه.
فعلاوة على دورها كزوجة وكأم وكابنة وكأخت، وهو الدور الذي تقوم به ارتكازاً على تعاليم دين الإسلام الحنيف والعادات والتقاليد الخاصة بمجتمع الإمارات، نجد أيضاً أنها ركن أساسي في مختلف قطاعات العمل في الدولة، حيث تقوم بدور حيوي في مسيرة التنمية على كافة الصُّعُد.
وعلى سبيل المثال، تضم حكومة الإمارات تسع وزيرات (من أصل 34 وزيراً)، وهي من أعلى النسب في المنطقة. كما تُشكل النساء الإماراتيات نسبة 66% من العاملين في القطاع الحكومي، منهن 30% يشغلن مناصب قيادية، و15% يشغلن وظائف تخصصية وأكاديمية، إضافة إلى أن المرأة تشغل أكثر من 40% من إجمالي موظفي قطاع التعليم، ونحو 35% في قطاع الصحة، وحوالي 20% من وظائف القطاع المجتمعي. وعلى مستوى وزارات الدولة، على سبيل المثال، تبلغ نسبة النساء الإماراتيات العاملات في وزارة المالية 58% من إجمالي الموظفين.
وفي إطار العمل البرلماني، واستكمالا لمراحل برنامج التمكين السياسي الذي أطلقه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، في عام 2005، فقد أصدر رحمه الله في عام 2019 القرار التاريخي القاضي برفع نسبة تمثيل المرأة الإماراتية في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%، وذلك للمساهمة بفاعلية في تعزيز مسيرة التنمية السياسية التي تشهدها الدولة. وكانت المواطنة الإماراتية أول امرأة يتم انتخابها لمنصب رئيس البرلمان في العالم العربي عندما تم انتخاب الدكتورة أمل القبيسي رئيسةً للمجلس الوطني الاتحادي.
وتستمر مسيرة النضج السياسي لدى المرأة الإماراتية، إذ تواصل مشاركاتها الفاعلة في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي خلال الدورة الانتخابية الخامسة، حيث ضمت القائمة الأولية للمرشحين (128) مرشحة بنسبة 41% من إجمالي عدد المرشحين. وعلى مستوى السلك الدبلوماسي، تٌشكل النساء الإماراتيات نسبة 20% من العاملين في هذا القطاع الحيوي والذي يضم حالياً 7 سفيرات للدولة في مختلف بقاع العالم يعملن بإخلاص والتزام على رفع اسم الإمارات عالياً وعلى توطيد العلاقات الثنائية بين الدولة والدول التي يعملن فيها.
وإذا انتقلنا إلى قطاع الفضاء، نجد الإناث الإماراتيات يُشكلن أكثر من 45% من إجمالي القوى العاملة في قطاع الفضاء بدولة الإمارات العربية المتحدة، وللعديد منهن بصمات راسخة وقوية في تصميم وإطلاق والإشراف على مختلف مشاريع الدولة في مجال الفضاء. وفي قطاع آخر ذي صلة، ألا وهو تطوير صناعة الطيران، نجد المرأة الإماراتية تُشكل نسبة 90% من مجموع الكوادر الوطنية في شركة «ستراتا للتصنيع» المتخصصة بتصنيع أجزاء هياكل الطائرات من المواد المركبة.
وأخيراً وليس آخرا، وعلى مستوى قطاع آخر على غاية الأهمية ألا وهو قطاع إنتاج وتصدير الألومنيوم، نجد المرأة الإماراتية تشغل 17% من إجمالي موظفي المواقع الإشرافية في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم. ذلك غيض من فيض تمكين المرأة الإماراتية في كافة مجالات وقطاعات الدولة، والتي نفخر جميعاً بوجودها جنباً إلى جنب مع الرجل الإماراتي لدفع مسيرة الدولة دوماً إلى الأمام بتميز.
*باحث إماراتي