جهود إماراتية مُلهمة للقضاء على الأمية
يُحيي العالم في 8 سبتمبر من كل عام، اليوم العالمي لمحو الأمية، لأجل التأكيد على أهمية قضية إتاحة التعلم للجميع باعتباره خطوة أساسية في بناء مُستقبل واعد للأجيال القادمة.
وغني عن البيان أن دولة الإمارات تبذل جهودًا كبيرة يشهد لها العالم في هذا السياق، على نحو يعكس رؤية القيادة الرشيدة التي تعتبر الاستثمار في الإنسان أساس بناء الأمم ونهضتها، وهو النهج الذي أرسى قواعده القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عندما قال «إن بناء الإنسان أفضل الاستثمارات فوق أرضنا، وهو الركيزة الأساسية لعملية التنمية».
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن مُعدل الأمية في الدولة يقل بكثير عن 1 في المئة، ما يُمثل إنجازًا استثنائيًا لم يكن ليتحقق لولا الاهتمام المُطلق لدولة الإمارات بضرورة نشر وتعميم التعليم على كافة فئات وأفراد المُجتمع، انطلاقًا من إيمانها الراسخ بدوره المؤثر في تقدُّم الشعوب والنهوض بالأمم.
ويتيح اليوم العالمي لمحو الأمية فرصة لإلقاء الضوء على جهود الدولة في نشر العلم، إذ تعهَّدت القيادة الإماراتية مُنذ قيام الاتحاد في عام 1971 بمُحاربة الأمية في الدول العربية، وأطلقت العديد من المبادرات والمشاريع الخاصة بتدعيم جهود مكافحة الأمية، حيث أسهمت مبادراتها في كلٍ من اليمن وفلسطين، ومخيمات اللاجئين في تحسين الوضع التعليمي ومكافحة الأمية.
وتأكيدًا على التزامها بنشر التعليم عربيًا، أطلقت دولة الإمارات في عام 2018، منصة «مدرسة»، المُنضوية تحت مظلة مبادرات «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، وهي منصة تعليمية إلكترونية باللغة العربية تمكَّنت من تحقيق إنجاز مُميز بوصولها إلى 100 مليون متابعة للحصص التعليمية من 70 دولة، ما يعكس أهمية المنصة ودورها الحيوي في تثقيف وتعليم جيل عربي مُنفتح على العلم والمعرفة. ولم تقتصر جهود دولة الإمارات لمكافحة الأمية على العالم العربي فقط، بل تعدتها لتشمل الكثير من الدول الأخرى، وهو ما تجسَّد في إنشاء العديد من المدارس والجامعات، وتقديم منح دراسية مجانية للمُقيمين والطلبة الدوليين، وتنفيذ برامج لتدريب مئات الآلاف من المعلمين والمعلمات، إضافةً إلى بناء آلاف المدارس حول العالم.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن دعم التعليم يستحوذ على جانب مهم من المساعدات الخارجية الإماراتية حيث بلغ إجمالي تبرعات الدولة لدعم مشروعات التعليم حول العالم أكثر من 1.55 مليار دولار حتى سبتمبر 2020، بما في ذلك 284.4 مليون دولار للمناطق المتأثرة بالأزمات.
إن الإنجازات التي حقَّقتها دولة الإمارات في العقود الأخيرة مكَّنتها من القضاء على الأمية محليًا، والمساهمة في معالجة الوضع التعليمي في عددٍ من الدول العربية، وصولًا إلى المنافسة العالمية علميًا ومعرفيًا، وتأهيل كفاءات وطنية قادرة على تحقيق المزيد من الإنجازات في مجالات الفضاء، والطاقة المتجددة، والكثير من التخصصات العلمية النادرة.
*عن نشرة«أخبار الساعة»الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.