لم تكن «أكيني أوبالا» قلقة أبداً بشأن الشيخوخة، لذلك عندما جربت أحدث «مؤثرات» (فلتر) الشيخوخة الواقعية لتطبيق «تيك توك» على نفسها، قالت إنها فعلت ذلك فقط بدافع الفضول. تقول «أكيني»، 30 عاماً: «لقد شعرت بالصدمة. فوجود غطاء الرأس جعلني أبدو عجوزاً، ومن دونه كنت أبدو أصغر. لقد كانت أمي وجدتي تبدوان أصغر سناً مني». الآن، ربما تفضل «أوبالا» استخدام «البوتكس» عند ظهور أولى التجاعيد، على حد قولها.

يعد مؤثر«الشيخوخة» هو ثالث اتجاه مرتبط بالعمر ينتشر على تطبيق «تيك توك» هذا العام، حيث تم استخدام الهاشتاج «فلتر العمر» Agefilter أكثر من 169 مليون مرة في أقل من أسبوع. والتطبيق المملوك للصين ليس أول منصة تقدم مؤثرات الشيخوخة، ولكن التأثير يبرز لأنه يستخدم الذكاء الاصطناعي للتنبؤ كيف سيبدو المستخدمون في المستقبل.

يقول الخبراء إنه في كل مرة يشارك الناس وجوههم المعدلة، يكشف الأميركيون عن هوسهم الخاص بالشباب ومخاوفهم العميقة من الشيخوخة، حتى أولئك الذين يبدو أنهم يقبلون حقيقة أنهم سيكبرون في السن يقولون في المقابلات إنهم، مع ذلك، يرغبون في استخدام أنواع من الحَقن.

انتشر «الفلتر» كثيراً لدرجة أن «كايلي جينر»، سيدة الأعمال المليونيرة البالغة من العمر 25 عاماً، جربته يوم الأربعاء لتكشف عن الشكل الذي ستبدو عليه كشخص أكبر سناً. وقالت في لقاء معها: «لا أحب ذلك على الإطلاق». وفي تناقض حاد، قالت جينر: «أحب ذلك، لطيف». تظهر ردود أفعال «جينر» المتباينة أنه من الصعب مقاومة فضول إلقاء نظرة على مستقبلك الذي تنبأ به الذكاء الاصطناعي.

يقول الخبراء إنه بالرغم من أن الخوف من الشيخوخة منتشر في أجزاء كثيرة من العالم، فإن الأميركيين يخافون بشكل خاص من التقدم في السن. وقال «لاري صامويلز»، مؤرخ ثقافي ومؤلف: «إن قيمنا الأساسية متجذرة في المفاهيم التقدمية مثل المضي قدماً باستمرار، والتطلع إلى المستقبل، والإمكانات غير المحدودة للمستقبل».

تقول «سارة لامب»، الأكاديمية التي تُدرّس سيكولوجية الشيخوخة بجامعة برانديز: «ظهر مفهوم الشيخوخة الناجحة حقاً بعد عام 1969، عندما تطورت فكرة مفادها أن الشخص الأخلاقي الجيد سوف يعتني بجسده حتى لا يكون عبئاً على أسرته أو المجتمع. وهنا نحصل على أفكار لمكافحة السمنة ومكافحة الشيخوخة».

ومع ذلك، فإن المخاوف المتجذرة حول الشيخوخة لا تمنع الناس من رؤية كيف سيبدون عندما يتقدم بهم العمر. قالت «لامب»: «في بعض الأحيان عندما يخاف الناس من شيء ما، فإنهم ينجذبون إليه. فهم يريدون أن يكونوا مستعدين». وبعض الرغبة في استخدام «الفلتر» هي أيضاً «لأن مظهرك الماضي والمستقبلي والحاضر مرتبط بإحساسك بالذات».

*ماهام جافيد

مراسلة لدى صحيفة «واشنطن بوست»

.ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»