قمّة إدارة الطوارئ والأزمات
تنطلق اليوم في العاصمة أبوظبي، وبرعاية سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، أعمالُ قمّة إدارة الطوارئ والأزمات 2023، التي تنظّمها الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، على مدى يومين.
وتُشكّل هذه القمّة الدورية إحدى المبادرات المميزة للهيئة التي انطلقت في عام 2008، وسعَت من خلالها إلى بناء شراكات مهمّة ومستدامة لتأسيس مستوى من الوعي والثقافة، للاستجابة للأحداث والحالات الطارئة والأزمات.
وتُركّز القمّة على تطوير صناعة إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث لمواجهة التحدّيات المستقبلية المحتمَلة، ولاسيّما في ظِلّ التطورات التقنية التي يشهدها العالم، وانتشار أنظمة الذكاء الاصطناعي والحلول والمنصّات الرقمية المتعدّدة.
وفي الواقع، فإن القمّة تعكس اهتمام مؤسّسات الدولة المعنيّة، بمواكبة تحدّيات العصر والاستعداد المسبَق لها، حيث يُعدّ مجال إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث من أهم المجالات على المستويين الوطني والعالمي، لأهميته القصوى في ضمان الحدّ من احتمالية الأضرار في أوقات الأزمات والطوارئ، بالوسائل والآليات التي تواكب متطلّبات العصر وتحدّياته.
الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، بصفتها الجهة الوطنية الرئيسية المسؤولة عن وضع خطة وطنية موحدة للاستجابة وتنسيق أدوار الجهات المعنيّة في الدولة عند وقوع الطوارئ أو الأزمات، وبالتعاون مع الجهات ذات الصلة، استطاعت تحقيقَ أداء رفيع في تعاملها مع مختلف الأزمات. وترسّخ القمّة التي تنطلق اليوم تحت شعار «أبوظبي 2023» أهميةَ استشراف وتنبّؤ المخاطر المقبلة والتطورات، بهدف تعزيز الاستجابة العالمية للأزمات والطوارئ العابرة للحدود.
وتُمثّل قمة هذا العام نقلة نوعية لسلسلة مؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات، حيث تمتاز بأن المؤتمر تحوّل إلى قمّة كبرى تتمركز حول توحيد الجهود العالمية، والارتقاء بمناقشات استراتيجية وتنفيذية تستشرف المستقبل وتحاكي أفضل الممارسات العالمية، ويَظهر ذلك في الموضوعات التي تناقشها القمّة، والتي تعكس الأفق الاستشرافي الذي يسيطر على التفكير في هذا المجال الحيوي الذي يضمَن السيطرة والتحكم واستمرارية الأعمال في كل الأوقات، مرتكزًا من ناحيةٍ على تمكين التعاون بين المؤسّسات الوطنية، وبحث أدوار جميع المؤسّسات بما فيها القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني في إدارة الطوارئ والأزمات، ومنطلَقًا من ناحيةٍ أخرى إلى تعزيز الاستجابة العالمية للأزمات والطوارئ العابرة للحدود عبر نهج تعاوني دولي متناغم، وكذلك التركيز على دور المجتمع كشريك رئيسي في نجاح إدارة الطوارئ والأزمات.
وتستهدف القمّة أيضًا تعزيزَ القدرات الوطنية، والنموذج الإماراتي المتميز وتحقيق المزيد من الإنجازات في تأهيل الكوادر المتخصّصة، وإعداد الجيل القادم من القيادات لمواجهة الطوارئ والأزمات، الأمر الذي ينطلق من رؤية القيادة الرشيدة في تأهيل الكوادر الوطنية في جميع القطاعات الحيوية في الدولة، خصوصًا تلك التي تضمَن، في كلّ الأوقات والظروف، الأمنَ والأمان والاستدامة ورفاه شعب دولة الإمارات، مواطنين ومقيمين.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية