يعد «بنك الإمارات للطعام» أحد المؤسسات الخيرية التي تقوم بدور حيوي في مجال عمله، وهو في ذلك يمثل أحدَ وجوه قِيم الخير والإنسانية والعطاء الراسخة في دولة الإمارات، منذ تأسيسها في الثاني من ديسمبر 1971، على يد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وفي هذا السياق، يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «إن إطعام الآخرين هو جوهر التراحم، وهو ركيزة من قيمنا الإماراتية وجوهر إرث الشيخ زايد».

وقد تأسس «بنك الإمارات للطعام»، وهو مؤسسة ملتزمة بتوزيع المواد الغذائية على المحتاجين سواء كانت فائضة أو تم التبرع بها بالتعاون مع جهات محلية ودولية، وفق فلسفة أساسية تقوم على الضرورة الحاسمة للحد من هدر الطعام وتحقيق رؤيته المتمثلة في أن يكون بنك طعام مستداماً ورائداً عالمياً، وهذه قضية مهمة للغاية، حيث تشير الإحصائيات إلى أن قيمة الطعام المهدر سنوياً على مستوى العالم تتجاوز المليار دولار، وتبلغ كمية هذا الطعام نحو 1.3 مليار طن، في الوقت الذي يوجد فيه أكثر من مليار شخص جائع حول العالم.

ولا يقتصر الدور المهم الذي يقوم به «بنك الإمارات للطعام» على الصعيد الداخلي، بل يقوم بدور حيوي كذلك على الصعيد الخارجي، من خلال محورين: أولهما العمل على نشر قيم العطاء والإنسانية على هذا المستوى، وثانيهما من خلال رسالته في إدارة فائض الطعام وتسليمه للمستفيدين خارج الدولة ليسهم بدور مهم في محاربة الفقر والجوع.

وتشير الإحصائيات التي كشف عنها داوود الهاجري، نائب رئيس مجلس الأمناء في «بنك الإمارات للطعام»، إلى الدور المتعاظم الذي يقوم به البنك والتطور الكبير الذي لحق بهذا الدور، حيث أكد أن البنك قام بتوزيع أكثر من 50 مليون وجبة منذ تأسيسه في 4 يناير 2017 تحت مظلة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، لافتاً إلى أن البنك وقّع 161 مذكرة تفاهم، وهي شراكات واتفاقيات مع المؤسسات الحكومية والخاصة للتبرع بالأغذية بشكل مستمر، و13 اتفاقية شراكة مع الجمعيات الخيرية.

ومما لا شك فيه أن «بنك الإمارات للطعام»، الذي يعمل وفق آليات راسخة من خلال منظومة متكاملة تكفل المشاركة الفاعلة لكل المعنيين من الجهات المانحة والرقابية وغيرهما، قد نجح عبر نشر ثقافة الحد من هدر الطعام في ترسيخ القيمة الاجتماعية للاستدامة وتفعيل ثقافة الأعمال التطوعية، وبات أحد المؤسسات التي تقوم بدور مهم على الصعيد الخارجي جنباً إلى جنب مع عديد من المؤسسات الأخرى التي تعمل في مجال المساعدات الخيرية داخل الدولة وخارجها.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.