كيف تتجنب أميركا موضوعَ العرق؟
في فيلم «لوف جونز» الذي عُرض عام 1997، كانت الشخصية الرئيسية كاتباً وشاعراً يحاول إقناع مصورة شابة التقى بها للتو من خلال إلقاء قصيدة حرة. تبدأ الأبيات بشكل ساحر بما يكفي للفوز بابتسامة محببة منها، لكن الأمور تأخذ منعطفاً عندما تتطرق قصيدته إلى موضوع الجنس. بعد ذلك، أثارت المصورة هذا الأمر، فسأل: «وما الخطأ في الجنس؟» ردت عليه: «لا شيء.. فقط هناك مواضيع أخرى». يكشف مسح لكتاباتي بسرعة عن تركيز دائم على العِرق. لقد تساءل الناس عن سبب هذا الانشغال. وهم غالبا لا يسألون مباشرة.
وبدلا من ذلك، قد يطرحون سؤالا مثل: «لقد خدمت في الجيش، هل فكرت في الكتابة عن القيادة أو الخدمة الوطنية؟». أنا أفهم الدافع، شاهد الأخبار واستمع إلى السياسيين أو تحدث ببساطة إلى الأصدقاء والعائلة حول العالم، وهناك فرصة عادلة لإثارة موضوع العِرق، غالباً بطرق غير بناءة. حتى الإيماءات اليدوية للاعبات كرة السلة في الكلية يمكن أن تثير الحجج بشكل أساسي حول الصور النمطية العنصرية والمعايير المزدوجة.
الإثارة العرقية عملية استقطابية، مما يجعلها مربحة - حيث تملأ ساعات من صحافة الرأي والبودكاست، وتلهم الحملات المثيرة للانقسام وتحفز روادَ الأعمال في الصراع على تأجيج النيران لتحقيق مكاسب شخصية وسياسية. لكن ليس هذا هو السبب في أنني أكتب عن العِرق.
كما أراه، نادراً ما يكون العِرق هو الأساس الفعلي لقضية مدنية أو سياسية. بالتأكيد، يمكن أن يكون كذلك، وأحياناً يكون كذلك بالفعل. حركة «بيرثرزم» (التي أثارها ترامب في الحملة الرئاسية لعام 2016، والتي تتعلق بمولد أوباما) وجرائم الكراهية وحتى اعتقال الأميركيين اليابانيين (وليس الأميركيين من أصل ألماني أو إيطالي) خلال الحرب العالمية الثانية.. كلها تنبع من المعتقدات والأفعال العرقية. لكن، في نظري، في الولايات المتحدة الحالية، تُفهم العنصرية بشكل أفضل على أنها الضوء الساطع الذي يحذرنا من إحداث الانقسامات في أساس أمتنا.
إذا كنت تريد أن تعرف الطرق التي لا ترقى بها ممارستنا للديمقراطية أو الجمهورية إلى مستوى مُثُلنا المعلنة، فاحرص على الانتباه إلى العِرق. انظر إلى النضالات التي واجهتها الأقليات العرقية والإثنية عند محاولتها ممارسةَ حق التصويت أو إعطاء الأولوية لمخاوفها السياسية.
إذا كنت ترغب في تحديد العيوب في اقتصادنا، فلاحظ جميع الحالات التي يُهمش فيها السود والإسبان على وجه الخصوص، في التوظيف والأجور والإسكان والثروة والائتمان.
إذا كنت تريد أن ترى العيوب في السياسات المتعلقة بالهجرة والأمن القومي والنظام القانوني والرعاية الصحية والفقر وشبكة الأمان الاجتماعي.. وانتبه إلى الفوارق التي يعاني منها من هم خارج الأغلبية العرقية. إنني أكتب عن العرق لأنني أهتم بأميركا.
قد يكون هذا الشعور بمثابة صدمة للبعض. من النادر اليوم أن تسمع شخصاً يتحدث بصراحة عن علل العنصرية الهيكلية ويتصدر بإعلان عن الوطنية أو الاعتزاز بتقدم الأمة. لكن هذا يندرج تماماً ضمن تقاليد أميركا السوداء، بدءاً من النشطاء التاريخيين «إيدا ب. ويلز» و«لانجستون هيوز» إلى نشطاء العصر الحديث مثل القس «ويليام جيه باربر الثاني» و«كولين كايبرنيك». العرق ليس مشكلة التجربة الأميركية بقدر ما هو أفضل مؤشر على المشاكل الهيكلية للتجربة.
لا يحتاج نظام العدالة الجنائية إلى الإصلاح لأنه يواجه ويعاقب الأميركيين السود والسكان الأصليين واللاتينيين بشكل غير متناسب، ولكن لأنه لا ينبغي التسامح مع إساءة استخدام السلطة من قبل الدولة في أمة تأسست على فكرة قيام الحكومة من قبل الناس ومن أجلهم جميعاً. عدم المساواة العرقية التي نراها في نتائج الرعاية الصحية والتعليم، حتى عندما يتم التحكم فيها للطبقة، لا توجد بسبب عرق الأميركيين السود أو بعض الإهمال الثقافي المتصور، ولكن لأن هذه الأنظمة من حقبة مختلفة ومصممة بشكل سيئ لمراعاة السود. ووفقاً لنظامها، فإنها تعيق القدرةَ على السعي لتحقيق السعادة والاستقرار والأمن ما لم يتم تصميمها وفقاً للمجتمعات التي تخدمها. التراجع الديمقراطي الذي تشهده الأمة اليوم هو مؤشر على الطريقة التي تم بها دمج العرق في الصراعات الثقافية والسياسية والتشريعية على مدى العقود الثلاثة الماضية. لا تكمن مشكلة الأمة في أن لديها أساساً عرقياً يحتاج إلى الإصلاح، ولكن في البطء المقلق في إدراك أن العنصرية هي الألم الحاد الذي يساعدنا في تحديد موقع الكسور.
أكتب عن العرق لأن العثور على التصدعات في المجتمع الأميركي وديمقراطيته خطوة ضرورية نحو مداواة وتقوية، وليس تدمير، الأمة بأسرها.
تيودور جونسون*
*كاتب وضابط بحري متقاعد.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سينديكيشين»