«الفارس الشهم 2».. ما زال العمل متواصلاً
تُواصل دولة الإمارات العربية المتحدة حضورها الإنساني على صعيد إغاثة المتضررين من الكوارث الطبيعية التي يشهدها العالم، حيث تركت الاستجابة الإماراتية العاجلة تجاه الدول التي تعرضت للكوارث الطبيعية أثراً طيّباً في حياة الملايين من السكان المحليّين، وأسهمت في التخفيف من معاناتهم، وأكدت مجدَّداً دور الإمارات الحيوي في تعزيز الجهود الدولية لمواجهة التحديات الإنسانية الطارئة.
ونتيجة للزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، اتخذت الإمارات خطوات سبّاقة تجسّد مبادرتها السريعة والفاعلة لتقديم جهود الإغاثة، وتعبّر عن مواقفها الإنسانية الرائدة في الوقوف إلى جانب الأشقاء، ورغم هول الكارثة في الدولتين المنكوبتين، وفداحة خسائرهما البشرية والمادية، فإن مواقف التضامن الصادقة وجهود الإغاثة السريعة خفّفتا من آثار الكارثة وتداعياتها.
وتسهم هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، من خلال ما تقدّمه من مساعدات إغاثية عاجلة، في التخفيف من معاناة السكان الذين فقدوا ممتلكاتهم واحتياجاتهم الأساسية، وواجهوا ظروفاً إنسانية صعبة.
إن أهم ما يميز مبادرة «الفارس الشهم 2» التي تحظى بمتابعة مباشرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أنها عملية منسّقة تعمل وفقاً للأولويات التي تحدّدها السلطات في كلٍّ من سوريا وتركيا، وليست عملية دعم عشوائية، حيث يتم من خلالها تقديم الدعم الإنساني نوعاً وكمّاً، بصرف النظر عن التحديات التي تواجه عمليات الدعم والإغاثة.
تلك الجهود الشاملة والمتكاملة تأتي ضمن دبلوماسية العطاء الإماراتية، واستراتيجية الأخوّة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات، وتضع في أولوياتها «الإنسان أولاً» من دون تمييزٍ على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين، الأمر الذي يتوّجها بحقّ عاصمةً للإنسانية.
وتُثبت الإمارات للقاصي والداني، على الدوام، أن الإنسانية ممارسة وليست أقوالاً، وهناك العديد من المواقف المليئة بالكثير من المعاناة والتي سرعان ما تتحول إلى غبطة وسعادة غامرة مع رؤية ثمارها يانعة بالخير للمحتاجين والمعوزين في شتى بقاع الأرض، ونرى «ابنة الإمارات» حاضرة جنباً إلى جنب مع إخوانها، تقدّم الدعم الطبي وخدمات الإسعاف، وتراقب عن كثب عمليات البحث والإنقاذ في ميدان العمليات، وتقدم مع أخيها الإماراتي أي مساعدة طارئة للفريق، متضرعةً إلى المولى عز وجل أن تُنجَز المهمة على أكمل وجه.
ويوماً بعد يوم، تبرهن الإمارات أن إنسانيتها حاضرة على الدوام، تلبّي نداء الواجب في شتى بقاع الأرض، كما أرادها المؤسس الباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وسارت على نهجه القيادة الرشيدة، ويتصدّر أبناؤها وبناتها بقلوب يملؤها الأمل والعمل، الصفوف الأولى في قوافل الخير والعطاء الإنساني من أجل نجدة ملهوف، وغوث محتاج، وتأمين حياة أفضل للشعوب.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية