أبوظبي عاصمة لفعاليات التقارب بين الأديان
باستضافتها فعاليات «منتدى الأديان لمجموعة العشرين» التي بدأت الاثنين 12 ديسمبر 2012، تحت عنوان «إشراك مجتمعات الأديان في صياغة أجندة قمة العشرين وما وراء ذلك»، وبتنظيم مشترك بين «جمعية منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين»، و«تحالف الأديان لأمن المجتمعات» الذي تأسس في جنيف عام 2017 بدعم إماراتي، تؤكد دولة الإمارات العربية المتحدة أنها أصبحت المنصة العالمية الأولى التي تتجه إليها، بشكل طبيعي، كل الجهود التي تسعى إلى ترسيخ ثقافة السلام والتسامح والبحث عن المشتركات بين البشر من كل أنحاء العالم، وتوظيف الطاقة الروحية الهائلة التي ينطوي عليها الإيمان الديني في اتجاه مدّ الجسور، وتوسيع مساحات التفهّم والتقبّل، والبحث وراء المظاهر والقشور عمَّا يجمع الأديان والمعتقدات والمذاهب حقيقةً، وهو التطلع إلى السمو الأخلاقي والخير والحق وتعزيز الفضائل والقيَم العليا والسعي إلى جعْل حياة الإنسان أيسر وأفضل في رحلته على الأرض، ونزع أسباب الألم والشقاء منها.
وقد حملت دولة الإمارات على عاتقها المهمة الصعبة، بتجلية الجوهر الحقيقي للدين الذي غاب وراء ركام من الفهم المغلوط والتوظيف السيئ والممارسات الخاطئة على النحو الذي شوَّه نقاءَه وحوَّله إلى عكس ما يدعو إليه، ووجَّه طاقتَه التي لا تنفد إلى مسارات لا تفضي إلى غير الألم والحزن والتكاثر المحموم لأشكال من المآسي الإنسانية تغرس جذورَها في عمق الحياة، وتفرض ظلالَها القاتمة على البشر، وتصبغ تاريخ المجتمعات الإنسانية بالدماء والحقد والكراهية.
لم تكن دولة الإمارات أول مَن أدرك هذه الحقيقة، فهي ليست بالأمر الخافي على البشر منذ عشرات القرون، لكن الدولة وقيادتها الرشيدة امتلكت من الإحساس بالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية ما جعلها تضع ضمن أولوياتها أهدافاً مثل تعزيز السلم والتفاهم والتعايش والاحترام، ونشْر الوعي بحتمية قبول التنوع الثقافي والفكري والديني، وبناء مؤسسات وهياكل محلية وعالمية للاضطلاع بهذه المهمة الجليلة.
ولفهم فاعلية جهود دولة الإمارات وتأثيرها العالمي، يجب أن ندرس مستويات التداول الإقليمي والعالمي لمصطلح «التسامح» منذ بدايات القرن، لنكتشف أن صعوده السريع في التداول خلال العقد الأخير إنما يعود إلى ما حظي به من اهتمام بالغ من القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، وتوظيفها الواعي والمدروس لمكانة الدولة وثقلها السياسي والاقتصادي وعلاقاتها الدولية ومصداقيتها الأخلاقية لوضع هذا المصطلح، وما يرتبط به، في مكانة متقدمة عالميّاً، وإكسابه ثقلاً سياسيّاً واجتماعيّاً يوسع الحقول الفكرية والمعرفية التي يرتبط بها، ووضعه في دائرة الضوء والاهتمام لدى العديد من الدول والمنظمات والدوائر البحثية الإقليمية والمفكرين وصنّاع الرأي والقرار في المنطقة والعالم.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية