لعل أحسن شيء بشأن انتخابات عام 2022 النصفية الأميركية حتى الآن هو أن كل شيء كان عادياً وطبيعياً بشكل عام، إذ لم تكن هناك أي اضطرابات حقيقية في مكاتب الاقتراع. ولئن تم تسجيل بعض الممارسات الرامية إلى ترهيب الناخبين يوم التصويت، فإن ذلك كان على نطاق ضيق إلى درجة أنه لا يكاد يستحق الذكر. كما لم يكن هناك أي شيء من قبيل عمليات منظمة وواسعة النطاق من قبل مجموعات متطرفة، مثلما كان الكثيرون يخشون.

غير أنه كانت هناك بعض الإشارات على أن الأمور قد تسير في اتجاه مختلف. فخلال الانتخابات التمهيدية، قاوم بعض الخاسرين الاعتراف بخسارتهم. كما أن الكثير من موظفي الانتخابات كانوا تحت حصار خلال الصيف وحتى الخريف. كما وردت تقارير تفيد بحدوث اضطرابات تتوخى ترهيب الناخبين خلال عمليات التصويت المبكرة.

ويوم الثلاثاء الماضي، ردّ الجمهوريون بشكل مبالغ فيه على بعض الصعوبات التقنية الصغيرة في بعض مكاتب الاقتراع في أريزونا. إذ أمضى مروجو نظريات المؤامرة الجمهوريون يوم التصويت في ترويج فكرة مفادها أن عدّ الأصوات ينبغي أن ينتهي قبل فرز كل أوراق التصويت.. لكن مع مرور الوقت تبدّد هذا الوهم. وأحد الأسباب وراء ذلك هو أن معظم الناس ليست لديهم قدرة الرئيس السابق دونالد ترامب على إطلاق مغالطات.

غير أن تحذيرات الرئيس جو بايدن وتحذيرات «ديمقراطيين» آخرين ساعدت على مرور يوم الانتخاب من دون حوادث عموماً، وذلك من خلال رسم بعض الحدود الواضحة بشأن ما يعتبر سلوكاً عاديا وما يعتبر سلوكاً مناوئاً للديمقراطية. وقد يكون من الأسباب أيضاً أن الكثير من الديمقراطيين لا يريدون أن يُنظر إليهم على أنهم مناوئون للديمقراطية.

ثم هناك الانتخابات نفسها. فجزئياً، ربما كان الجميع محظوظين لأنه لم تكن هناك (على الأقل حتى الآن) أي سباقات انتخابية بارزة حُسمت بهوامش ضيقة جداً. لكن ربما يُظهر ذلك أيضاً لماذا تجعل الآليات المعقدة جداً المرتبطة بـ«المجمع الانتخابي» الانتخاباتِ الرئاسية ضعيفةً وهشةً بشكل خاص. ولهذا، فإنه إذا لم يتم إدخال تعديل دستوري، فإننا سنظل نعاني من بعض تلك المشاكل.

غير أن هناك نقاط ضعف أخرى تعزى مباشرةً إلى «قانون الفرز الانتخابي» الذي يعود إلى القرن التاسع عشر، ونقاط الضعف تلك يمكن تقليصها أو إزالتها إذا مرر الكونجرس إصلاحاتٍ قبل انتهاء دورته الحالية لهذا العام. وختاماً، لئن كانت أسوأ مخاوفنا لم تتحقق يوم الثلاثاء لحسن الحظ، فإن الفصيل المناوئ للديمقراطية داخل الحزب الجمهوري ما زال يمثّل تهديداً. ولكن ليوم واحد على الأقل، يمكن القول إن الأمور تبدو أحسن بعض الشيء!

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست نيوز سينديكيت»