عادة ما يكون معرض «فارنبورو» الجوي، الذي ينعقد في يوليو كل عام، ساحة تتنافس فيها شركتا إيرباص وبوينج على طلبات ضخمة من شركات الطيران. لكن بعدما تعرضت المملكة المتحدة لجو شديد الحرارة، هيمن على أذهان الحضور قضايا الاستدامة وحاجة صناعة الطيران الملحة إلى التحول إلى البيئة الخضراء. ودعا الملك تشارلز، الذي ألقى كلمته عبر مؤتمر مصور في افتتاح المنتدى العالمي للفضاء المجاور للمعرض، الحكومات إلى دعم وقود الطيران المستدام من خلال التفويضات وحوافز الأسعار. وأعلن الملك الذي جعل من القضايا البيئية عنصرا محوريا في اهتماماته عن مبالغ ضخمة من الاستثمار كانت مطلوبة لإطلاق وقود طيران مستدام وتطويره. 

ومضى يقول: «بدأت أشعر باليأس من تكرار نفسي مراراً وتكراراً، هذه المرة يجب علينا جميعا السعي بأسرع بكثير من أي وقت مضى، من أجل حماية الكوكب الذي نتشاركه جميعا». وقدمت الحرارة الشديدة مثالاً حياً لأزمة المناخ المتزايدة التي وضعت استجابة عالم الطيران على المحك. وفي العرض، انتقل الحضور من مكان مكيف إلى آخر مستعينين على الحر بالآيس كريم والمشروبات المثلجة. واحتمى البعض تحت أجنحة الطائرات المعروضة، بما في ذلك طائرة بوينج 777 إكس العملاقة، التي ترك إقلاعها سحابة غبار عملاقة فوق العشب الأصفر المحترق بدرجات الحرارة المرتفعة خلف المدرج. وانتشرت عربات الجولف بكميات كبيرة وزينتها بشكل مناسب شعارات مثل «إلى صفر صاف»، لنقل الحضور بأدنى حد من المجهود البدني. 

وظهر رئيس الوزراء المنتهية ولايته بوريس جونسون لفترة وجيزة حيث التقى بمسؤولين تنفيذيين، من بينهم «وارين إيست» الرئيس التنفيذي لشركة «رولز رويس» القابضة. وكان هذا أول عرض لـ«لاري كولب»، الرئيس التنفيذي لشركة جنرال اليكتريك، منذ الإعلان عن تقسيم الشركة الأميركية إلى ثلاثة مجالات تشغيل متميزة. وسواء لعبت الحرارة دوراً أم لا، فإن نشاط الطلب في اليوم الأول لم يكن كثيفاً وسريعاً كما كان في السنوات السابقة، حين كانت تعلن الشركتان اللتان تحتكران معاً صناعة الطائرات إبرام صفقات بمليارات الدولارات في تتابع سريع. وأبرمت بوينغ صفقة طال انتظارها من شركة «دلتا إيرلاينز»، بقيمة 17.6 مليار دولار. ويتحول اهتمام الصفقة الآن إلى يوم الثلاثاء (13 سبتمبر)، حيث من المقرر أن ترتفع درجات الحرارة أكثر. 
بالنسبة لكثيرين من الحاضرين، كان العرض بمثابة فرصة لإعادة التواصل بعد عامين مهلكين أديا إلى توقف الطيران. ومن قاعات العرض الشاسعة التي امتلأت بالمحركات والمراوح وجميع أنواع إلكترونيات الطيران، إلى القاعات التي تبادل فيها المديرون التنفيذيون أطراف الحديث واحتسوا المشروبات وتناولوا الأغذية. لكن حماية البيئة ظلت الأولوية الأولى للحاضرين، بما في ذلك «ويلي والش»، رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي. وأقر «والش» بضرورة بذل المزيد لكن أكد على أن هذه الخطوة ستكون مكلفة. ومضى يقول في اجتماع حول كيفية بحث شركات الطيران عن طرق تقليل تأثيرها: «أعتقد أننا بحاجة إلى التحلي بالصدق، بأنه ستكون هناك تكلفة للانتقال إلى صافي صفر. ستنعكس هذه التكلفة في نهاية المطاف في أسعار التذاكر». 

ينشر بترتيب خاص مع خدمة واشنطن بوست نيوز سينديكيت