أسهمت الجهود المضنية التي بذلتها مؤسسات الدولة كافة في عودة الأمور إلى نصابها الطبيعي في المناطق المتأثرة بالحالة الجوية الاستثنائية الأخيرة، التي أصابت عدداً من إمارات الدولة، وخصوصاً إمارات: الفجيرة ورأس الخيمة والشارقة، حيث أعلن المدير العام للعمليات المركزية في وزارة الداخلية، عودة الحياة الطبيعية والحركة المرورية بشكل كامل إلى جميع الطرق في المناطق المتضرّرة، وذلك بفضل الجهود التكاملية لجميع الفرق التي واصلت العمل ليلاً ونهاراً لتحقيق ذلك.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، قد وجّه وزارة الداخلية بتحريك فرق الطوارئ والإنقاذ التابعة لها في جميع الإمارات القريبة لدعم عمليات الإنقاذ في إمارة الفجيرة والمناطق الشرقية بالدولة فور وصول الحالة الجوية الاستثنائية إليها، كما وجّه سموه وزارةَ تنمية المجتمع بنقل الأسر المتضررة من الأمطار والسيول في المناطق الشرقية بالدولة إلى مواقع إيواء مؤقتة، وذلك بالتعاون مع الجهات المحلية، إضافةً إلى حجز الفنادق القريبة.
وقد أثبت ما أظهره مجتمع دولة الإمارات في هذه الظرفية الاستثنائية من تناغم ومرونة في العمل بين الفرق التنفيذية من القوات الشرطية والعسكرية والمتطوعين وفرق العمل الميدانية، تميُّز دولة الإمارات عن غيرها من الدول بهذا النسيج الاجتماعي الفريد، حيث هبَّ الجميع للمساعدة من دون النظر إلى ما إذا كان مَن يحتاج إلى المساعدة مواطناً أم مقيماً.
وكانت سلامة الأشخاص والممتلكات على رأس أولويات عمل حكومة دولة الإمارات خلال الحالة الجوية الاستثنائية، حيث وجّه مجلس الوزراء الجهات الاتحادية العاملة في المناطق المتضررة من الأمطار والسيول القوية بأن يكون دوام موظفيها غير الضروريين عن بعد، كما وجّه المجلس بتشكيل لجنة عاجلة برئاسة وزير الطاقة والبنية التحتية والجهات المعنية الاتحادية للعمل على حصر أضرار السيول والأمطار بالتنسيق مع الجهات المحلية في مختلف إمارات الدولة.
وقد كان للتحذيرات الاستباقية التي أطلقتها وزارة الداخلية بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، والشركاء الاستراتيجيين، دور كبير في جعْل قاطني المناطق التي شهدت الحالة الجوية الاستثنائية يتجنّبون التجمُّع في مجرى الأودية وقيادة السيارات فيها إلا للضرورة وبحذر شديد، والتزام اشتراطات السلامة وعدم مغادرة المنازل، خصوصاً في المناطق المتأثرة، وهو ما أسهم في تقليل الأضرار وساعد في الحفاظ على الأرواح والممتلكات وعزَّز بالتالي أمن المجتمع، وبرهن على أن الريادة الإماراتية واقع فعلي وليست ادّعاءً.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية