كانت فزعةً رائعةً بحق تلك التي قامت بها قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة عقب المنخفض الجوي الذي شهدته بعض مناطق الدولة، والمنطقة الإقليمية عموماً، خلال الأيام الماضية، مما أدى إلى حدوث تباطؤ في الحركة العامة ببعض الدول جراء الأمطار الغزيرة.. حيث وجهت القيادة بنقل الأسر المتضررة من الأمطار والسيول إلى أماكن إيواء مؤقتة تم تجهيزها بالتعاون مع الجهات المعنية في الدولة، وكذلك بحجز الفنادق القريبة بغية إيواء الأسر المتضررة. فضلاً عن توجيهات أخرى بتحريك فرق الطوارئ والإنقاذ المعنية في جميع المناطق القريبة من أماكن السيول، لتقديم الإسناد والدعم اللازمين، ولإنقاذ كل مَن تقطعت بهم السبل. وضرب القادةُ من خلال هذه الفزعة، مباشرةً بعد وقوع الأحداث الجوية المفاجئة التي مرت على الجانب الشرقي من الدولة، أروعَ الأمثلة في التضامن والتعاون لما فيه خدمة أبناء شعبهم.
إننا هنا لسنا بصدد ذكر الجهود التي قامت بها الدولة وعلى رأسها قادة الاتحاد، كلٌ من موقعه، إلاّ أنه يجب التنويه بسرعة التجاوب على نحو فائق وسريع من قبل القيادة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في فزعته الاستثنائية، حيث سرع على الفور وبنفسه ودون انتظار، إلى التحليق بالطائرة مباشرةً فوق المناطق المتضررة فعاين بنفسه وألقى نظرته الخاصة المباشرة على ما حدث، متفقِّداً الوضعَ بكل دقة واهتمام.
وتكشف مثل هذه التحركات الأصيلة والمبادرات الراقية عن المعدن النفيس لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة، وهو يقوم بتلك الفزعة، كما تعكس تضامنه الصادق والعميق مع أبناء شعبه والوقوف معهم دائماً وأينما كانوا، في السراء وفي الضراء، حيث يجدونهم إلى جانبهم في كل حين، كأخ وكوالد وكقائد. ومثل هذا التصرف هو ما جُبل عليه كذلك أسلافه في خدمة أبناء وطنهم، ابتداءً من المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ثم المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث تكوِّن صفات التضامن والتعاون أساساً مهماً في حياة سموه بالتعاون مع إخوته أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات. وهذه الثقافة الراسخة هي التي أوصلت دولةَ الإمارات العربية المتحدة إلى ما هي عليه من تقدم ونهوض، بل هي كلمة في السر في ما حققته من تطور شامل، وذلك أيضاً بفضل تعاضد المجتمع بأسره وراء قيادته في جميع الأحوال والظروف.
بوركت تلك الفزعة، وأدام الله للإمارات قيادتَها وحفظها من كل مكروه ووفَّقها لكل خير.
كاتب كويتي