هل أرهقتكم المذابح؟.. تخلصوا من السلاح
كم يلزمنا من الوقت للتخلص من إطلاق النار الجماعي؟ بالنسبة لعائلات وأصدقاء ضحايا كارثة السوبر ماركت في مدينة بافلو، نيويورك، حيث قتل 10 أشخاص على يد مسلح ببندقية نصف آلية، من الواضح إلى الأبد. ولكن عندما يتعلق الأمر ببقية البلاد، يقول مسؤول من المفترض أنه على دراية بالأمور إن الجمهور قد بدأ بالفعل في التحرك.
قال السيناتور «كريس مورفي» من ولاية كونيتيكت: «هذا هو النمط. على الرغم من معدلات عنف السلاح المتزايدة، فإن الدولة لا تهتم إلا عندما يكون هناك إطلاق نار جماعي، وحينها لا تنتبه الدولة إلا لمدة 24 إلى 48 ساعة».
كان «مورفي» عضواً سابقاً في الكونجرس عن المنطقة التي قام فيها «آدم لانزا»، البالغ من العمر 20 عاماً، بقتل 26 شخصاً، من بينهم 20 طفلاً، ببندقية نصف آلية في مدرسة «ساندي هوك» الابتدائية في عام 2012. وانتقل «مورفي» لاحقاً إلى مجلس الشيوخ في عام 2016 حيث تحدث لأكثر من 14 ساعة للاحتجاج على حقيقة أن زملاءه لم يخططوا لاتخاذ أي إجراء بعد إطلاق النار على ملهى «بالس»، ما أسفر عن مقتل 49 شخصاً في فلوريدا.
لقد استخدم المسلح في ملهى بالس الليلي بندقية نصف آلية. فماذا عسانا أن نفعل حيال ذلك؟
- تشديد قوانين الفحص الأمني.
- حصر بيع الأسلحة شبه الآلية لأصحاب تراخيص الصيد.
- التخلص من هذه الأسلحة.
ومن المفترض أن تكون النقطة الرابعة هي تبسيط الإجراءات. أليس كذلك؟ بعد أن علمنا أن بايتون جيندرون، المشتبه به البالغ من العمر 18 عاما في حادث إطلاق النار في بافالو، لم يجد صعوبة تذكر في شراء بندقية هجومية من طراز AR-15، يجب أن نتساءل عن السبب.
لقد تبين أنه في العديد من الولايات، تُعتبر البنادق نصف الآلية أساساً أسلحة رياضية – من النوع الذي يمكن استخدامه لصيد الغزلان، أو إطلاق النار المستهدف.
يقول ريان بوس، المدير التنفيذي السابق في صناعة الأسلحة، والذي أصبح الآن ناقدا «لقد بذلت الصناعة جهدا كبيرا لقول إنها بندقية صيد مطلوبة». وأضاف أن الادعاء بأنك بحاجة إلى بندقية نصف آلية للصيد يشبه القول بأنك بحاجة إلى سيارة سباق فورمولا 1 للذهاب للتسوق. «هناك الكثير من الطرق الأكثر أماناً وفعالية للوصول إلى المتاجر».
لقد حظر الكونجرس بالفعل البنادق نصف الآلية في عام 1994، في قانون تنتهي صلاحيته بعد 10 سنوات. وبعد انتهاء الحظر، زاد عدد عمليات إطلاق النار الجماعية. ولم يكن من الكونجرس إلا أنه تجاهل الأمر تماماً. فقد سيطر «الجمهوريون».
نفس الأمر يحدث الآن، بالطبع. لا أحد يعتقد أن أي شيء مثير للجدل مثل حظر البنادق نصف الآلية سيتم إقراره في مجلس الشيوخ الحالي. يود الرئيس جو بايدن اتخاذ إجراء، لكنه لم يأت بأي شيء أكثر إثارة من ترشيح مدير دائم لمكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات.
سيكون المدير الدائم بمثابة انتصار ما بعد ترامب. ولكن ليس بالضبط الهدف الذي كان يدور في أذهاننا. إن البنادق شبه الآلية سيئة السمعة، مثل تلك التي من طراز AR-15، ليست مطلوبة حقاً لممارسة رياضة الصيد. في ولاية كونيتيكت، التي لديها أكثر قوانين الأسلحة تقييداً في البلاد، يقول مورفي إن أطنانا من ناخبيه يصطادون ولم يسمع أبداً شكاوى حول عدم قدرتهم على قتل الغزلان من دون بندقية سريعة النيران.
ويجب على الفريق الذي ينادي بحظر تلك البندقية أن يعترف بأن التخلص من البنادق الهجومية لن يحل مشكلة السلاح طالما أنه يتم السماح للناس في العديد من الولايات بامتلاك المسدسات وحملها عندما يتجولون في المدينة.
(سنتوقف هنا لنتذكر أن المحكمة العليا تراجع قانون نيويورك الذي يحظر على الناس حمل المسدسات دون سبب مقنع. لقد كان حريّ بأي قاضٍ يتفوه بكلمة عن قدسية الحياة البشرية أثناء قضايا الإجهاض أن يراجع ضميره قبل الحكم في هذا.)
لقد أصبح الرداء الذي يرتديه جيندرون –الدرع الواقي والمعدات الملحقة بالخوذة –أكثر شيوعاً. سمة العصر، على ما أعتقد. يشير «بوس» إلى أنه قبل 15 عاماً، لم تكن صناعة الأسلحة النارية تسمح بعرض مثل هذه المعدات في معارضها التجارية. وقال: «لكن إذا ذهبت إلى هناك اليوم، فإن الحملات التسويقية رائعة»، مضيفا أنه رأى أيضاً «أكثر ألعاب الفيديو المخيفة التي صادفتها على الإطلاق».
لن نتحول إلى مناقشة كيف أن كل شيء يزداد سوءاً. حقاً، أيها الناس، لا يمكن أن يكون كل شيء أسوأ في كل شيء. دعونا نفكر بإيجابية، وإذا كنت ترغب في جذب الانتباه، فإن معركة بسيطة هي أفضل رهان.
تخلّص من البنادق الهجومية. جميع البنادق الهجومية. امنعها بأنواعها كافة. يمكن أن تنوع صناعة الأسلحة النارية - وربما تبدأ في تسويق السيوف وأزياء الفرسان في العصور الوسطى في معارضها التجارية. أعلم أن السيوف يمكن أن تسبب الكثير من الضرر، لكننا نعيش في عصر إذا أمكننا فيه إنقاذ ضحية واحدة في كل مرة، فإن هذا سيعتبر تقدماً.
جيل كولينز
صحفية أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»