تخفيض التلوث..وإنقاذ 50 ألف شخص سنوياً
خلصت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة ويسكونسن ماديسون إلى أن القضاء على تلوث الهواء الناجم عن حرق الوقود الأحفوري من شأنه أن يمنع أكثر من 50000 حالة وفاة مبكرة، ويوفر أكثر من 600 مليار دولار من المساعدات الصحية في الولايات المتحدة كل عام.
وتشير الدراسة، التي نشرتها مجلة «جيو هيلث» Geo Health، إلى الفوائد الصحية الكبيرة لإزالة الجسيمات الدقيقة الضارة من الهواء وثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين الناتجة عن توليد الكهرباء والنقل والأنشطة الصناعية ووظائف البناء مثل التدفئة والطهي.
وهذه الأنشطة الاقتصادية التي تستخدم الفحم والنفط والغاز الطبيعي هي أيضا مصادر رئيسية لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تسبب تغير المناخ، لذا فإن تقليل انبعاثاتها يوفر فوائد إضافية. على عكس التقارير التي تؤكد على التكاليف الهائلة للعمل المناخي، شدد هذا التقرير على مزايا اتخاذ تدابير للحد من التلوث.
ويرى جوناثان أ. باتز، أستاذ الصحة والبيئة في معهد نيلسون للدراسات البيئية التابع لجامعة ويسكونسن ماديسون: «نحاول تحويل طريقة التفكير من الأعباء إلى الفوائد». قال نيكولاس إيه ميلوكس، المؤلف الرئيسي للدراسة وطالب دراسات عليا في معهد نيلسون: «يوفر عملنا إحساسا بحجم الفوائد الصحية لجودة الهواء التي يمكن أن تصاحب إزالة الكربون من نظام الطاقة الأميركي».
وأضاف أن «التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة يمكن أن يوفر فائدة هائلة للصحة العامة على المدى القريب مع التخفيف من تغير المناخ على المدى الطويل». تستخدم الدراسة نماذج من وكالة حماية البيئة، ولا سيما تقييم مخاطر فوائد ثاني أكسيد الكربون، للنظر في تأثير السياسات على المستوى المحلي والوطني وكذلك على مستوى الولايات على مناطق متفرقة في جميع أنحاء البلاد. كما توضح الدراسة أنه في حين أن تكلفة إصلاح صناعات الطاقة يمكن أن تكون محلية، فإن نفس الأمر ينطبق أيضا على المزايا.
وتقول الدراسة: «ما بين 32-95% من الفوائد الصحية للقضاء على الانبعاثات في منطقة ما ستبقى في تلك المنطقة». في المتوسط، يبقى أكثر بقليل من ثلثي الفوائد الصحية لإزالة الانبعاثات في المنطقة في تلك المنطقة. على سبيل المثال، سيحتفظ الجنوب الغربي للولايات المتحدة بنسبة 95% من الفوائد إذا تحرك بمفرده للتخلص من الجسيمات الدقيقة. ومع ذلك، ستحتفظ الولايات الجبلية بثلث مزاياها فقط، والتي ستتدفق إلى المراكز السكانية الكبيرة.
قال باتز: «ما نقوم به هو النظر إلى الأمر من كافة الجوانب، إذا كنت تريد إزالة انبعاثات الوقود الأحفوري من هذه القطاعات المختلفة، وكم عدد الأرواح التي سيتم إنقاذها، وكم عدد الانبعاثات التي تم تجنبها، والأرقام كبيرة جدا».
وقالت سوزان أنينبيرج، مديرة معهد المناخ والصحة بجامعة جورج واشنطن، والتي لم تشارك في الدراسة: «يسلط التقرير الضوء على فوائد جودة الهواء لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عن طريق تحويل نظام الطاقة بعيدا عن الوقود الأحفوري». بالإضافة إلى ذلك، قالت: «إنه يساعدنا على التفكير في السياسات المطلوبة لمعالجة هذه المشكلة». قال باتز إن «الناس ينظرون إلى هذا على أنه تحدٍ ضخم، لكن عندما تنظر إلى المكاسب الصحية للتحول إلى الطاقة النظيفة، فإن الفوائد هائلة».
* كاتب أميركي متخصص في شؤون المناخ.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة«واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»