دلافين لحماية القوات الروسية في البحر الأسود
في التسعينات تم رفع السرية عن برنامج تدريب الثدييات البحرية الأميركية، ومقره في سان دييجو. وسهّل ذلك على المسؤولين مواجهة الادعاءات المستمرة من قبل نشطاء حقوق الحيوان بأن الثدييات استخدمت كأسلحة هجومية - وهي أسطورة روّجها فيلم الخيال العلمي عام 1973 «يوم الدلافين»، وفيه يقوم أحد العلماء بتدريب الدلافين على التواصل مع البشر.. في الفيلم تم اختطاف الدلافين في محاولة لاستخدامها كجزء من مؤامرة اغتيال سياسي.
أظهرت صور الأقمار الصناعية أن روسيا قامت بنشر دلافين مدربة عند مدخل ميناء رئيسي على البحر الأسود، في خطوة ربما تهدف إلى المساعدة في حماية قاعدة بحرية كبيرة تابعة للكرملين هناك، وفقاً للمحلل البحري إتش آي ساتون.
تُظهر الصور، التي قدمتها شركة ماكسار تكنولوجيز Maxar Technologies لتكنولوجيا الفضاء لصحيفة «واشنطن بوست»، اثنين من الدلافين عند مدخل ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم - الذي ضمته القوات الروسية من أوكرانيا في عام 2014.
وقال «ساتون»، الذي تحدث لأول مرة عن الدلافين للمعهد البحري الأميركي يوم الأربعاء: إن الأقفاص نُقلت إلى هناك في فبراير الماضي، في وقت قريب من الهجوم الروسي على أوكرانيا. وقال إنه يمكن استخدام الدلافين لمواجهة الغواصين الأوكرانيين المتخصصين الذين يحاولون دخول الميناء لتخريب السفن الحربية الروسية - وهو دور قال إن الولايات المتحدة وروسيا دربتا في السابق ثدييات بحرية من أجله.
وفي رسالة بريد إلكتروني إلى صحيفة «واشنطن بوست»، وافق متحدث باسم شركة «ماكسار» على تحليل «ساتون» وتفسيره لوجود أقفاص الدلافين.
توجد بعض السفن الحربية الروسية في ميناء سيفاستوبول، بعيداً عن مدى الصواريخ الأوكرانية. قال مسؤولون أميركيون وأوكرانيون إن السفينة الحربية موسكفا - وهي بارجة أسطول البحر الأسود الروسي - غرقت هذا الشهر بعد أن أصيبت بصاروخين أوكرانيين.
منذ الستينات، درّبت البحرية الأميركية الدلافين وأسود البحر للمساعدة في الحماية من التهديدات تحت الماء. وفقاً لخبراء البحار، تمتلك الدلافين أكثر أجهزة السونار التي عرفها العلم تطوراً، مما يسهل نسبياً عليها اكتشاف الألغام وغيرها من الأشياء التي يحتمل أن تكون خطرة في قاع المحيط والتي يصعب اكتشافها باستخدام السونار الإلكتروني.
ويقال إن روسيا استخدمت قاعدة سيفاستوبول خلال الحقبة السوفييتية لتدريب الدلافين لأغراض عسكرية مثل زرع المتفجرات على السفن أو البحث عن الألغام. وليس من المؤكد ما إذا كان قد تم نشرهم في أي وقت مضى للعمليات العسكرية. وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي، استخدمت أوكرانيا منشأة سيفاستوبول لتدريب الدلافين على جلسات العلاج. واستأنفت روسيا تدريب الثدييات البحرية العسكرية بعد السيطرة على المدينة الساحلية في عام 2014، حسبما ذكرت صحيفة موسكو تايمز.
وفي عام 2019، ظهر حوت أبيض في النرويج مرتدياً حزاماً - مما دفع خبراء البحرية المحليين إلى التكهن بأنهم قد صادفوا حيواناً ثديياً كان جزءاً من برنامج تدريب بحري روسي، وفقًا لتقارير إعلامية.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»