مبادرة «المليار وجبة» التي أطلقها منذ أيام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تأتي استكمالًا للنجاح الباهر الذي حقّقته حملة «100 مليون وجبة» التي انطلقت خلال شهر رمضان 2021، وتمكّنت من توزيع 220 مليون وجبة، أي أكثر من ضعف ما كانت تهدف إلى توزيعه. لتشكّل بذلك أكبر مبادرة إنسانية في المنطقة لمساندة الفقراء والمحتاجين حول العالم ولتستكمل الشراكات النوعية مع شركاء من المنظمات الدولية والإقليمية والحكومية والأهلية، المهتمة بتعزيز الأمن الغذائي للأفراد والمجتمعات، ومكافحة الجوع حول العالم.
وتنطلق مبادرة «المليار وجبة» من مفهوم التمويل المجتمعي المستدام لتوفير الغذاء للفئات الأكثر احتياجًا، معوّلة في ذلك على حسّ العطاء والبذل، ومدّ يد المساعدة والعمل الخيري والإنساني لدى الأفراد والمؤسسات في دولة الإمارات، ومفسحة المجال لمختلف فئات المجتمع والهيئات الحكومية والشركات الخاصة والفعاليات الاقتصادية ورجال الأعمال وروّاد العمل الإنساني للإسهام في مساندة المحتاجين في المجتمعات الأقل دخلًا. 
وتستكمل مبادرة «المليار وجبة» ما أنجزته حملة «100 مليون وجبة» العام الماضي، إذ ستشمل المبادرة هذا العام 50 دولة حول العالم من أجل توفير شبكة أمان غذائي ودعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة لعام 2030، ومن ضمنها هدف القضاء على الجوع في العالم، معزّزة بذلك شراكات الدولة مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتوزيع الدعم الغذائي الذي ستقدّمه المبادرة، التي بدأت منذ مطلع هذا الشهر الكريم، في إطار رفع الوعي بتحدي الجوع وسوء التغذية الذي يهدّد أكثر من 821 مليون إنسان، ولتشجّع بذلك على تشكيل منظومة دولية لتقديم الدعم للفئات المعوزة في الدول التي تغطيها المبادرات الإنسانية الهادفة. 
هذه الحملات والمبادرات التي تدعم الجهود الإنسانية والإغاثية للدولة، تسهم في تحقيق مستهدفات الإمارات الرامية إلى تعزيز التعاون الدولي والتضامن الإنساني الهادف إلى محاربة الجوع وسوء التغذية في العالم، ورفع سويّة الحس بالمسؤولية، وتأكيد قدرة الجميع على إحداث التغيير في كلّ مكان، سواء في ذلك الأفراد أو المؤسسات.
وتأكيدًا على قيم الشمول والتنوّع في العطاء والعمل الخيري والإنساني في العالم أجمع، تأتي مبادرة «المليار وجبة»، لتكون أكبر مبادرة إنسانية تساند الفقراء والمحتاجين، وتنطلق من أرض الإمارات الطيبة إلى العالم، في تجسيد حيّ لقيم التراحم والعطاء، التي ترسّخت لدى قيادة الدولة وشعبها ومؤسساتها، في حرص على تعزيز قيم التضامن مع الجميع، من دون تمييز بين منطقة جغرافية أو عرق أو معتقد أو لغة.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية