أسست دولتا المكسيك والإمارات العربية المتحدة علاقاتهما الدبلوماسية منذ نحو 46 عامًا. وتأتي زيارتي إلى هذا البلد المذهل في إطار عام الخمسين الذي يحتفي بالذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي فرصة مناسبة لتعزيز أواصر الصداقة بيننا. تعززت العلاقات الثنائية بين المكسيك والإمارات العربية المتحدة بشكل كبير في السنوات الأخيرة على الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية وفي مجال التعاون المشترك. إن تواجدي في أبوظبي ودبي، يأتي في إطار جولة عمل أُجريها لثلاث دول محورية في شبه الجزيرة العربية، تشمل المملكة العربية السعودية وقطر.
في السنوات الأخيرة، كانت هناك عدة زيارات قام بها مسؤولون حكوميون رفيعو المستوى من كلا البلدين، تشهد على الفرص التي نمتلكها لتعزيز التعاون المشترك بيننا. تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة الشريك التجاري الرئيسي للمكسيك في العالم العربي، مع وجود إمكانات للتنمية لكلا البلدين من الناحية التجارية وجذب الاستثمارات. وبالمثل، فإن الإمارات تعد الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تسيّر رحلات جوية مباشرة للمكسيك، وذلك بفضل رحلة (دبي - برشلونة - مكسيكو سيتي) التابعة لخطوط طيران الإمارات رفيعة المستوى.
خلال تواجدي في دولة الإمارات العربية المتحدة، سأشارك في النسخة الثامنة من القمة العالمية للحكومات التي تعقد في دبي، وذلك كعضو في جلسةٍ بعنوان «Mitigating Future Risks… From A Local to Global Approach»، «التخفيف من المخاطر المستقبلية... من النهج المحلي إلى النهج العالمي»، وهي فرصة جيدة للتأكيد من جديد على الأهمية التي تُوليها حكومة المكسيك لتعددية الأطراف ودور المنظمات الدولية في مواجهة التحديات التي نواجهها في عالم يتسم بالعولمة. ومثال على ذلك، هو دور المكسيك في السعي لإتاحة اللقاحات والأدوية وإمكانية حصول الجميع عليها على قدم المساواة، لمواجهة الجائحة الناجمة عن فيروس كوفيد- 19. كما سألتقي بوزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، معالي ريم الهاشمي، ومع وزير الدولة للتجارة الخارجية، معالي ثاني الزيودي، وكذلك مع مديري صناديق وشركات الاستثمار الرئيسية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ولا شك أن هذه الزيارة سوف تشكل فرصة لاستئناف الحوار الذي بدأناه، بهدف تعميق العلاقات السياسية بين بلدينا وتعزيز التجارة في القطاعات ذات الإمكانات الأكبر، مثل الأغذية الزراعية والتعاون التكنولوچي والابتكار والاستثمار والسياحة. أما فيما يتعلق بالحوار السياسي، فبالإضافة إلى القضايا الثنائية، سوف نتطرق إلى القضايا متعددة الأطراف والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ولاسيما أن كلا البلدين يتزامنا خلال عام 2022 في كونهما عضوين غير دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث عملنا عن كثب من أجل السلام والأمن الدوليين.
إن تدويل الشركات المكسيكية هو أحد الجوانب الأساسية لزيارتي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، والغرض منه هو تعزيز وجود تلك الشركات في الإمارات وفي الشرق الأوسط، وتكثيف التبادلات بين أصحاب المشاريع ورجال الأعمال، مما يسهم في رفاهية كلا الشعبين وخلق فرص عمل أفضل وأكثر في المكسيك. ولهذا السبب يرافقني في هذه الزيارة وفدٌ رفيع المستوى من رجال الأعمال المكسيكيين من مختلف القطاعات، الذين سيعقدون اجتماعات مع نظرائهم ومع غرف التجارة في هذا البلد.
وأيضًا تجدر الإشارة إلى النجاح الذي حققه جناح المكسيك في معرض إكسبو دبي 2020، تلك المنصة التي سمحت بإبراز بلدنا على الصعيدين الإقليمي والعالمي، في مجالات التجارة والسياحة والثقافة. سوف أتشرف بزيارة الجناح وبالتجول في معرض إكسبو بصحبة سلطات إماراتية.
وإنني على يقين من أن هذه الزيارة ستعزز التقارب بين المكسيك والإمارات العربية المتحدة، مما سيزيد من التدفقات التجارية والاقتصادية والسياحية والاستثمارية في كلا الاتجاهين. وعلى هذا النحو، نسهم في جدول أعمال التنمية الوطنية والسياسة الخارجية لحكومة دولة المكسيك.
مارسيلو إبرارد كاساوبون*
*وزير خارجية دولة المكسيك.