«نعمة».. مبادرة إماراتية رائدة في حفظ الغذاء
استمرارًا لنهجها الراسخ في الحدّ من أي ظاهرة سلبية تؤثر في أمن المجتمعات الشامل، وخصوصًا ما يتعلق بأمنها الغذائي، وانسجامًا منها مع كل المبادرات الدولية التي تكافح الهدر الغذائي والمفقود من الغذاء، شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، قبل أيام، إطلاق المبادرة الوطنية «نعمة»، التي انبثقت من تعاون وزارة التغير المناخي والبيئة ومؤسسة الإمارات وديوان ولي عهد أبوظبي، لوضع منظومة تسهم في تحقيق أهداف «الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي» التي تنصّ في جزء منها على ضرورة الحدّ من فَقْدِ الغذاء وهدره بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2030.
كما جاء إطلاق «نعمة» ليتماشى مع الهدف «12.3» من أهداف التنمية المستدامة، الذي يسعى إلى خفض نصيب الفرد من النفايات الغذائية العالمية على صعيد أماكن البيع بالتجزئة والمستهلكين بمقدار النصف، كمؤشر للهدف الرئيسي «12» الهادف إلى «تعزيز أنماط مستدامة للاستهلاك والإنتاج الأخير من خلال الأخذ بتدابير شتى، تشمل وضع سياسات محدودة واتفاقيات دولية تُعنى بإدارة المواد التي تُعدُّ مهمة بالنسبة للبيئة»، إذ تؤكد بيانات صادرة عن الأمم المتحدة أن العالم يفقد ما نسبته 14 في المئة من الغذاء المُنتَج، إضافة إلى هدر 17 في المئة من إجمالي إنتاج الغذاء العالمي، فيما تمثل الأغذية التي تُفقد 38 بالمئة من إجمالي استخدام الطاقة في نظام الغذاء العالمي.
وأمام كل تلك البيانات تواصل دولة الإمارات حرصها على إطلاق مبادرات تحدّ من فقْد الطعام وهدره، والقضاء على السلوكيات السلبية المرتبطة بذلك، كالإسراف أو التخلص من الأطعمة الفائضة، إضافة إلى أنها تسعى لتوطيد جسور التواصل بين أفراد المجتمع وأصحاب الدخل المحدود والمتعففين، وتنمية ثقافة العطاء وعمل الخير ومساعدة المحتاجين لديهم، بعد أن يحصل المستفيدون من المبادرة على أغذية تصلح للاستهلاك، بما يبثّ روح المسؤولية المجتمعية ويحثّ الجميع على تلبية ما أقرّته الشرائع والعقائد حول ضرورة حفظ النعمة وحمايتها من الزوال.
وتعدّ جهود الدولة في وقف هدْر الأطعمة مسألة متأصلة لديها، حيث أطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية في عام 2004 مشروع «حفظ النعمة» لتنظيم عمليات تجميع وتجهيز وتوزيع ما يفيض من الولائم على المحتاجين من الأسر والأفراد، وتجهيز مركبات خاصة مجهزة لتغليف الوجبات، وإعادة توزيعها على منازل هؤلاء، تصلهم بعد أن يبذل القائمون على ذلك عناية فائقة ودقيقة، تجهّز الطعام الذي سيصل إلى المستفيدين في عبوات تتناسب مع أسس السلامة الغذائية، والكرامة الإنسانية.
* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.