عندما شارك إيفان سميث في تأسيس مؤسسة «تكساس تريبيون» الإعلامية في عام 2009، كانت غرف الأخبار غير الربحية شيئاً نادراً. كانت هناك غرفة الأخبار «بروبابليكا» التي كان عمرها عامين فقط في ذلك الوقت، و«مين بوست» في مينابوليس، و«فويس أوف سان دييجو»، وعدد قليل من الصحف الأخرى. لذا، فقد كان انتقاله من منصب رئيس تحرير مجلة «تكساس» الشهرية الحائزة على عدة جوائز، بناءً على طلب صاحب رأس المال الاستثماري جون ثورنتون، يعتبر غريباً بعض الشيء. «كانت لهجة التغطية ساخرة تقريباً»، بحسب ما قال سميث بعد فترة وجيزة من إعلانه أنه سيتنحى عن منصب الرئيس التنفيذي لصحيفة «تريبيون» في نهاية هذا العام.
قام سميث وثورنتون بتجنيد محرر «تكساس ويكلي»، روس رامزي، للانضمام إلى المسعى. وكما اتضح، فقد كان لدى سميث وشركائه فكرة جيدة عما كانوا يفعلونه أو اكتشفوه على طول الطريق.
زاد عدد العاملين بمؤسسة تريبيون، ومقرها أوستين، من 17 إلى حوالي 80 (أكثر من 50 صحفياً)، وجمعت 100 مليون دولار من خلال الأعمال الخيرية والعضوية والفعاليات، بما في ذلك مهرجان تكساس تريبيون السنوي الذي استقطب متحدثين، بدءاً من نانسي بيلوسي إلى ويلي نيلسون. والأهم من ذلك، أنها قدّمت قدراً هائلاً من التغطية الإخبارية على مستوى الولاية، مع التركيز على مساءلة الأشخاص والمؤسسات القوية.
في هذه الأيام، تظهر غرف التحرير هذه في كل مكان، ويوجد الآن المئات منها. إنها ببساطة أبرز تطور واعد في عالم الصحافة المحلية المضطرب، حيث تتوقف الصحف عن العمل أو تقلص عدد موظفيها بشكل كبير مع انخفاض عائدات الطباعة وتراجع الملكية بشكل متزايد، واندماجها مع سلاسل كبيرة، مملوكة أحياناً لصناديق التحوط.
وفي بالتيمور، تقوم صحيفة «بانر» –التي يمولها قطب الفنادق في ماريلاند ستيوارت بانيوم– بتعيين موظفين، ومن المتوقع أن تبدأ النشر قريباً.
وفي شيكاغو، تحولت «صن تايمز» من صحيفة تقليدية إلى مؤسسة غير ربحية، حيث تدمج عملياتها مع محطة الإذاعة العامة WBEZ.
وفي هيوستن، أعلنت ثلاث مؤسسات خيرية محلية تعمل مع مشروع الصحافة الأميركية (الذي شارك في تأسيسه أيضاً ثورنتون) عن مشروع بقيمة 20 مليون دولار، لإنشاء واحدة من أكبر المؤسسات الإخبارية غير الربحية في البلاد.
قال لي سميث (55 عاماً): «تظهر غرف الأخبار هذه مثل عيش الغراب بعد عاصفة ممطرة». إنه محق بشأن نمو غرف الأخبار غير الربحية، وهو أيضاً أحد أسباب ازدهارها، كما كتب بيتر لاتمان، مدير القسم الإعلامي بشركة إمرسون كوليكتيف، وهي مؤسسة خيرية تمولها سيدة الأعمال الأميركية، لورين باول جوبز.
وكمتحدث في مهرجان «تريب فيست» الموسيقي، رأيت سميث في العمل: قوة ترويجية للطبيعة، ومنظم نشط، وجامع تبرعات مذهل، ومحاور مفعم بالحياة على المسرح. وقد وصفته إميلي رامشو، التي بدأت عملها كمراسل صحفي وتم تعيينها في منصب رئيس التحرير في عام 2016، بأنه «مبتكر ورائد أعمال إخباري محلي طموح وشجاع». وعلاوة على ذلك، أخبرتني رامشو أن سميث جلب «سلسلة كاملة من قادة الأخبار». غادرت رامشو «ذا تريبيون» في عام 2020 لتأسيس منظمة إخبارية جديدة غير ربحية، وهي «التاسعة عشرة» التي تغطي التفاعل بين الجنسين والسياسة والمجتمع.
أما محرر «ذا تريبيون» الجديد فهو سيويل تشان، الذي كان مؤخراً يشغل منصب رئيس تحرير «لوس أنجلوس تايمز»، إلى جانب كونه كاتب عمود بارزاً، وعمل قبلها في صحيفتي «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست». يعتبر سميث الصحيفةَ انتصاراً لغرف الأخبار غير الربحية، حيث إنه لم يعد من غير المعتاد بالنسبة لهم جذب أمثال تشان أو كيمي يوشينو، الذي كان مدير التحرير في «لوس أنجلوس تايمز» قبل تعيينه رئيساً لتحرير صحيفة «بالتيمور بانر».
وقال سميث: «الآن عندما يأتي أشخاص مثل سيويل تشان أو كيمي يوشينو إلى غرفة تحرير غير ربحية، لا أحد يسخر من قراراتهم».
تعد الصحافة في موقع «ذا تريبيون» مؤثرة بشكل يتجاوز موقعها المجاني على الإنترنت. ظهرت أكثر من 400 قصة من قصص «تكساس تريبيون» على الصفحات الأولى من الصحف في جميع أنحاء الولاية العامَ الماضي، وتم تقديمها مجاناً. أجرى الموقع مشاريع استقصائية حول تأثير الاتجار بالجنس على الفتيات الصغيرات، وتأثير المعتقد الديني على سن القوانين للمشرعين في تكساس، والتحقيق في مراجعة الولاية لقوائم التصويت. وفي عام 2019، أعلن الموقعُ التعاونَ مع «بروبابليكا» لتشكيل وحدة تحقيق جديدة مقرها أوستين.
وقال سميث عندما بدأ هذا الجهد: «لا توجد ولاية في حاجة إلى تقارير رقابية أكثر من ولاية تكساس. إنها بيئة غنية بالأهداف إذا كنت تعمل في مجال محاسبة الأشخاص في السلطة والمؤسسات».
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»