ارتبط اسم المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالخير والعطاء المتدفّق، فلم يتوانَ يومًا عن مدّ يد العون للمحتاجين في أنحاء العالم كافة، ولذا أضحت بصماته محفورة في تاريخ العطاء الإنساني. وتماشيًا مع تلك المبادئ التوجيهية التي وضعها، رحمه الله، وبمتابعة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أُطلقت «مبادرة زايد العطاء» لتأكيد أن «الشيخ زايد» عطاء إنساني يجب أن يُخلّد، وأن جسور الخير التي مدّها تستحق أن يُحافَظ عليها.

وتترجم «مبادرة زايد العطاء» رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوّات المسلّحة، حفظه الله، التي تُولي أهمية كُبرى لترسيخ ثقافة العطاء والعمل التطوعي. كما تحظى هذه المبادرة بالدعم المستمر والفعّال من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، «أم الإمارات»، التي يقترن اسمها بالعطاء المتدفّق. وقد تمكّنت «مبادرة زايد العطاء»، في فترة زمنيّة قصيرة، من أن تمدَّ برامجها الجراحية والعلاجية والوقائية لتشمل أنحاء واسعة من العالم، ما جعلها محطّ أمل الآلاف من المرضى المحتاجين في كل مكان، وبذلك شكّلت نموذجًا فريدًا للعمل الإنساني على المستويين المحلي والدولي، حيث حقّقت منذ إنشائها في عام 2003 إسهامات قيّمة في مختلف مجالات الخدمات المجتمعية والعمل التطوّعي.

ومن أحدث تلك الإسهامات إطلاق «أطباء الإمارات» مرحلة جديدة من «مبادرات زايد الإنسانية العالمية»، لعلاج قلوب الأطفال والنساء والمسنّين في القرى المغربية، بإشراف أطباء إماراتيين ومغاربة من المتطوّعين في برنامج القيادات الإنسانية الشابة، تحت شعار «لا تشلّون هم» باستخدام عيادات متنقلة، ومستشفى ميداني متحرك، بالتنسيق مع وزارة الصحة المغربية والشركاء الآخرين. وقد مكّنت المبادرة من تقديم خدمات صحية متنقّلة، وترسيخ ثقافة العمل التطوعي الصحي والعطاء الإنساني.

وقدّم «أطباء الإمارات» خلالها نموذجًا يُفتخر به في مجالات العطاء الإنساني في المملكة المغربية الشقيقة، إذ استفاد ما يزيد على نصف مليون طفل ومسنّ من البرامج التي قدّموها مجانًا، في إطار برنامج تطوعي يهدف للوصول إلى مليون شخص في مختلف القرى المغربية وعلاجهم مجانًا، انسجامًا مع الروح الإنسانية للشيخ زايد، طيّب الله ثراه، واستكمالًا لنهج الخير والعطاء لقيادتنا الحكيمة التي تنظر إلى التطوع على أنه جزء لا يتجزأ من مسؤولياتنا التي تُسهم في تمكين المجتمعات وتنميتها.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.