إيمانًا منها بتعزيز ثقافة التضامن، تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة العالم، اليوم الاثنين، بـ «اليوم العالمي للتضامن الإنساني»، الذي يصادف في الـ20 من ديسمبر من كل عام، انسجامًا مع أهداف التنمية المستدامة، التي تسعى إلى ضمان الكرامة للجميع، والاحتفاء بالوحدة في إطار التنوع، ومع مبادئ «الأمم المتحدة» في تذكير الحكومات باحترام التزاماتها في الاتفاقات الدولية، ورفع مستوى الوعي العام بأهمية التضامن، وتشجيع النقاش حول تعزيزه لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، بما فيها القضاء على الفقر.
وانطلاقًا من كل ذلك، حملت دولة الإمارات منذ التأسيس في عام 1971، راية خفّاقة في جعل القيم الأساسية لعلاقاتها الدولية تقوم على تعزيز التضامن ودعم الأمن الجماعي لصون السلم والأمن الدوليين؛ من خلال ترسيخ التعاون الدولي لحل المشكلات الدولية ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والإنساني، وتعزيز التنمية البشرية والاجتماعية، خصوصًا في البلدان النامية؛ إذ تصدّرت الدولة منذ عام 2013 وحتى الآن، قائمة «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية» لأكبر الدول من حيث نسبة المساعدات الإنمائية. ومنذ عام 2010 وإلى 2021، بلغت قيمة مساعدات الإمارات الخارجية نحو 206 مليارات و34 مليون درهم، استفادت منها العديد من دول العالم.
ومنذ انتشار جائحة «كورونا»، قدّمت دولة الإمارات أكثر من 2250 طنًّا من الإمدادات الطبية ومستلزمات الوقاية والحماية الشخصية، عبر تسيير 196 رحلة جوية وصلت 136 دولة في شتى أنحاء العالم، ومثّلت المساعدات التي أرسلتها 80 في المئة من المساعدات الدولية التي تكافح الجائحة. كما وفرت الدولة دعمًا لمنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي من خلال تقديمها نحو 500 ألف مجموعة فحص للكشف عن الإصابة بالفيروس، بقيمة 36 مليونًا و700 ألف درهم؛ الأمر الذي حوّلها إلى شعاع نور لكل المحتاجين والمتضررين في دول العالم كافة، انطلاقًا من جوهر القيادة الرشيدة الإنساني النبيل، وفلسفتها في الإخاء والتضامن.
لقد أكّدت دولة الإمارات على الدوام مساعيها في تعزيز التضامن العالمي، لأهميته في دعم الاستقرار والسلام، وترسيخ روابط الأخوّة الإنسانية التي تمكّن الجميع من مواجهة الأزمات والتحديات التي تعرقل مسيرة الدول والأشخاص، من خلال مبادرات عالمية تسهم في مكافحة الفقر، ودعم المحتاجين وإمدادهم بالمساعدات الإنسانية والطبية والمالية، وإقامة مشروعات تنموية تساعد في توفير معيشة أكثر استقرارًا وأمانًا لأفرادها، وقدمت أنموذجًا رائدًا في العطاء الإنساني، وربطت مصالحها الاستراتيجية بقيم الأمن والاستقرار العالمي، بوصفها أحد أركان التنمية والازدهار وضرورة بالغة للتصدي للتحديات.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية