يبقى شهداء دولة الإمارات العربية المتحدة حاضرين في ذاكرة الوطن، أحياءً في وجدان أبنائه الذين يستلهمون منهم روح الفداء والولاء لوطن يستحق كل التضحيات، ويسطّرون كل يوم ملاحم جديدة في مسيرة لا تتوقف على طريق التقدم، محققين إنجازات فريدة تبهر العالم مع كل مشرق شمس.
لقد ارتقى شهداء دولة الإمارات على طول تاريخها وهم يناصرون أنبل القيم الإنسانية وأسماها، وجادوا بأرواحهم عن طيب خاطر، ولاقوا وجه ربهم راضين مستبشرين، ضاربين المثل الأعلى في البطولة والشجاعة والثبات على المبدأ، وفي الدفاع عن الوطن وحماية أرضه الطاهرة ضد المعتدين الطامعين، وفي نصرة المظلومين، ومدّ يد العون إلى الضعفاء والمحتاجين، ومواجهة دعاة الكراهية والخراب، ومدمري الأوطان، ومُشعلي لهيب الفتنة والفرقة والشقاق.
قدَّم شهداء دولة الإمارات البررة أرواحهم لإقرار السلام والأمن في العالم، وإرساء التسامح والتعايش والتراحم في محيط يسمح بأن تتعاون دول العالم وشعوبه على ضمان الحياة الكريمة للبشر، أينما كانوا، وحصولهم على حقوقهم في الأمن والعمل والصحة والتعليم والرعاية. وليس ذلك ممكناً من دون مواجهة قوى الشر التي تريد فرض رؤاها الظلامية على العالم، ونشر «ثقافة الموت» في مواجهة «ثقافة الحياة» التي تدعو إليها النفوس السوية، وتحثّ عليها الفطرة التي لم تلوثها سموم الحقد والكراهية.
إن أبناء الوطن، وهم يحتفلون بمرور خمسين عاماً على إنشاء الدولة، يستشعرون أرواح الشهداء تطلُّ عليهم من عليائها، وتشاركهم الفرح الخالص برايات المجد الخفّاقة في الأعالي، وبطاقة الثقة والتفاؤل التي يسري أريجها في القلوب والنفوس، ويجعل المستقبل محفوفاً بالأمل واليقين بأن الغد يحمل مزيداً من النجاحات، في ظل قيادة ملهمة نذرت نفسها للوطن، وصنعت له مكانته الفريدة في العالم، وجعلت منه رمزاً للعزة والهيبة، وواحة للأمن والسعادة.
سيبقى شهداء دولة الإمارات في القلوب، يُلهمون أبناء الدولة جميعاً، ويجسدون أمامهم كل المعاني التي تتقدم بها الدول والأمم، وتسهم من خلالها في ركب الحضارة الإنسانية، ليمضوا بثبات نحو الهدف الذي وضعته القيادة الرشيدة، وهو أن تكون دولة الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول مئويتها الأولى عام 2071، أو قبل ذلك بكثير.
سلامٌ على الشهداء الأبرار الذين صدَقوا ما عاهدوا الله عليه، وأوفوا بعهدهم مع قادتهم ومع إخوتهم من أبناء الوطن، ومهّدت أرواحهم الطاهرة الطريق إلى كل ما منَّ الله به علينا من الفضل والنعمة. وسلامٌ على الشهداء في جنان الخلد مع النبيين والصديقين، أحياءً عند ربهم يُرزقون.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية