إقامة المتقاعدين.. إمارات النموذج
ومن جديد تطل علينا دولة الإمارات العربية المتحدة بقانون إنساني يعبر عن قيمة عالية وراقية من القيم الإنسانية، ألا وهو القانون الجديد الذي أصدرته حول منح الإقامة للأجنبي المتقاعد الذي أصبح يمكنه وعائلته تعديل وضعهم بعد تقاعده، كي يواصلوا العيش مرحَّباً بهم دائماً على أرض الدولة.
القانون تم اعتماده من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في خطوة إنسانية رائعة وغير مسبوقة في العالم أجمع، إذ لم يحدث أن شهدنا مثلها خارج الإمارات. إنها خطوة تأتي انطلاقاً من التقدير العالي لمن قاموا بخدمة دولة الإمارات، ومن منطلق أن أقل ما يمكن تقديمه لهم هو تسهيل شروط الإقامة بعد أن عملوا في الدولة وقضوا زهرة أيام عمرهم وشبابهم فيها.
وقد جاءت هذه الخطوة التي نقف احتراماً وتقديراً لها، منحةً طيبةً من أصحاب الدار تجاه إخوة لهم في الإنسانية، وعرفاناً وتقديراً لهم ولمجهوداتهم في أي موقع شغلوه خلال سنوات عملهم على أرض الإمارات. وبهذا ضربت دولة الإمارات المثَلَ الأعلى في القيم الإنسانية والأخلاقية، في عصر يموج بالعصبيات الوطنية وسياسات الانغلاق والانكفاء الذاتي، حيث تحولت كثير من المجتمعات المتقدمة إلى كانتونات منغلقة على نفسها ترفض قبول الغرباء، وتعارض وجودهم على أرضها.
أما الإمارات فعلى العكس من ذلك، إذ عملت على تسهيل شروط إقامة مَن عملوا فيها وبلغوا سن التقاعد على أرضها. إن هذه الخطوة تتيح للمقيمين استمرار الإقامة في الإمارات، ليس لهم وحدهم، وإنما كذلك لعائلاتهم، وكل ذلك تسهيلاً لهم حتى يقوموا باستكمال مسيرة حياتهم العملية في أفضل الظروف، ولتمكينهم من العيش في ظل الأمن والأمان اللذين تنعم بهما الدولة، وخصوصاً بالنسبة لمن تعاني بلدانهم قلاقل واضطرابات ومشاكل معيشية واجتماعية أخرى. لقد ظلت دولة الإمارات، وما تزال، الحضن الدافئ لكل مَن عاش فيها وأسس حياته على أرضها. ويمكن القول بكل تأكيد إن هذه الخطوة الأخيرة ستؤسس لاستدامة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للكثيرين داخل الإمارات.. هذا فضلاً عن كونها تضرب أروع الأمثلة في الإنسانية وفي تحقيق معاني السلام والوئام في العالم أجمع.
ولأنها كذلك، ما فتئت الإمارات مقصداً آمناً وملاذاً مطمْئناً لكل مَن يسعى للعيش الكريم ولممارسة حياته بشكل آمن ومطمئن، وهم الآن إن شاؤوا الاستمرار في الإقامة بعد التقاعد فهذا متاح لهم. إنها خطوة أخرى تجعل دولة الإمارات مجدداً محل احترام عالمي كبير لا نظير له، كما تجعلها قدوةً للآخرين في التعامل الإنساني مع المقيم على أرضهم.. قدوةً بكل ما تعنيه الكلمة.
*كاتب كويتي