وباء حوادث الطرق.. 1.3 مليون ضحية سنوياً
شهدت مدينة جنيف الخميس الماضي، إطلاق خطة العمل الدولية لتحقيق ما يعرف بعقد من السلامة على الطرقات (Decade of Action for Road Safety 2021-2030)، بمشاركة كوكبة من المؤسسات والمنظمات الدولية العاملة في مجال سلامة الطرق، على الصعيدين القومي والدولي. وذلك بناء على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 74/299، والذي حظي بموافقة بالإجماع من الدول الأعضاء في المنظمة الدولية، بهدف خفض الوفيات والإصابات الناتجة عن حوادث الطرق، بنسبة 50% بحلول نهاية العقد الحالي.
وتشير الإحصائيات والبيانات إلى أن 3500 شخص يلقون حتفهم يومياً، بسبب حوادث الطرقات، وهو ما يترجم إلى 1.3 مليون وفاة سنوياً، كان من الممكن تجنبها، بالإضافة إلى 50 مليون إصابة وإعاقة شديدة سنوياً. مما يجعل حوادث الطرق تحتل مرتبة متقدمة على قائمة أسباب الوفيات بين أفراد الجنس البشري، بل على رأس قائمة أسباب الوفيات بين الأطفال والمراهقين والشباب.
وبمقارنة سريعة، نجد أن حوادث الطرق قد قتلت منذ ديسمبر 2019، وقت ظهور وباء كوفيد19 الحالي ما يعادل نصف إجمالي من قتلهم الوباء خلال نفس الفترة. فحسب الإحصائيات -الرسمية- يقدر أن وباء كوفيد19 قتل 5 ملايين شخص حتى يومنا هذا، بينما تسببت حوادث الطرق في أكثر من 2.5 مليون وفاة خلال نفس الفترة. أضف إلى ذلك أن حوادث الطرق خلال نفس الفترة، تسببت في 100 مليون إصابة، بمعدل 50 مليون سنوياً، تراوحت ما بين البسيطة والإعاقة الشديدة.
ويقدر أنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه حالياً، فسيلقى 13 مليون شخص حتفهم، ويصاب 500 مليون آخرين بإصابات خفيفة أو إعاقات شديدة، بحلول نهاية العقد الحالي. وهو ما يعتبر استمراراً للتاريخ المرير للجنس البشري مع السيارات وحوادثها، حيث يقدر أنه منذ اختراع السيارات، تسببت وسيلة النقل الحديثة هذه في وفاة 50 مليون شخص، وهو رقم يفوق عدد من لقوا حتفهم خلال الحرب العالمية الأولى، ويزيد أحياناً عن عدد وفيات بعض من أسوأ الأوبئة المرضية في التاريخ.
ويلقي الخبراء باللوم خلف حوادث السير، وخصوصاً وفيات المشاة، على مشاكل تتعلق بتوفر أماكن العبور، والجسور العلوية والأنفاق المخصصة للمشاة، والطرق الصديقة للمشاة بوجه عام، بالإضافة إلى غياب الوعي العام بكيفية استخدام هذه المعابر. أما السبب الثاني في لائحة اتهام هؤلاء الخبراء، فيشير إلى السرعة الزائدة، وعدم الالتزام بالسرعة القصوى، وقوانين المرور بوجه عام. وهي كلها عوامل خطر سيتم استهدافها ضمن خطة العمل التي أطلقت مؤخراً، سعياً نحو خفض وفيات حوادث الطرق بمقدار النصف بحلول نهاية العقد الحالي.
* كاتب متخصص في الشؤون العلمية.