أدت حرائق الغابات المستعرة إلى إغلاق المنتزهات الوطنية في كاليفورنيا. ويذوب الغطاء الجليدي القطبي بمعدل ينذر بالخطر. والطقس القاسي يدمر العالم –خاصة الناس الأكثر فقراً –حيث إن درجات الحرارة آخذة في الارتفاع. ومن الواضح أن الكوكب في حالة من الفوضى. وعلى الرغم من أن أزمة المناخ ليست مثيرة للضحك، فقد تكون الدعابة هي آخر طريقة لتوصيل رسالة إلى جمهور عريض حول مدى خطورة المشكلة التي نواجهها.
تلك هي الفكرة وراء تعاون نادر مساء الأربعاء، عندما تتناول البرامج الحوارية الكوميدية في وقت متأخر من الليل موضوعاً قاتماً بشكل متزايد في برامجهم، التي عادة ما يتوقع الجمهور أن تكون ترفيهية –وليست تحذيرات رهيبة بشأن الكوكب.
من المتوقع أن يتناول جزء من هذه البرامج على الأقل الموضوع، كل على طريقته الخاصة، مع عدم تطبيق قواعد معينة.
بالنسبة لأحد المدافعين عن المناخ، والذي طالما انتقد الطريقة التي يتم بها تناول موضوع التغير المناخي، فإن هذا لا يقل عن كونه حلماً يتحقق.
وقال إن سانجايان، الرئيس التنفيذي لمنظمة «كونسيرفيشن انترناشونال» غير الربحية ومقرها أرلينجتون بولاية فيرجينيا: «إنه أمر لا يصدق تماماً».
لطالما كان سانجايان قلقاً من أن اتساق أسلوب وسطاء التغير المناخي قد منع رسالتهم من تحقيق تقدماً بشكل فعال. وأضاف في مقابلة معي: «على الصعيد العالمي، كان معظمهم من العلماء البيض المتعلمين الذين ربما يميلون إلى اليسار».
كما أنه يشعر بالقلق من أن الرسالة القاتمة بشأن أزمة خارجة عن السيطرة هي رسالة طاغية لدرجة أن الكثير من الناس لا يريدون ببساطة التفكير فيها. وبالرغم من أن أحدث سلسلة تحقيقات صحفية أو تليفزيونية خاصة هي بلا شك جديرة بالاهتمام وغنية بالمعلومات، إلا أنها قد تكون، بالنسبة لمعظم الناس، من الصعب تقبلها.
وقال في عام 2017 في فيديو في معمل فوكس للمناخ: «هذه الرسائل مشؤومة ولا تحقق نجاحاً، ويمكن أن تولد شعوراً بالاستسلام. يبدو أننا يجب أن نضبطها».
وهنا يأتي أهمية البحث عن نهج جديد. يقول سانجايان: «الدعابة هي أداة قوية للغاية، ولكن لا يتم استغلالها بشكل جيد. وهي لا تستخدم كسلاح –للسخرية من قوى الشر –أو كقوة موحدة تزيل عنا التوتر وتتيح لنا المشاركة». هذا ما كان يحاول القيام به في ظهوره المتكرر في البرامج الحوارية، منذ 12 عاماً عندما أجرى محادثة جوهرية –حيث تمكن من إيصال تحذير جاد – مع ديفيد ليترمان، المضيف الأسطوري لبرنامج «ذا ليت شو» على قناة سي بي إس.
ويرى سانجايان أن الفكاهة يمكن أن تبني المجتمع، وتضيف أملاً إلى حركة يبدو أنها تواجه صعاباً مستعصية، وتحافظ على مشاركة الناس في تقديم الحلول بدلاً من الانعزال التام عن الموضوع. بالفعل، هناك تلميحات حول كيف يمكن للمضيفين في وقت متأخر من الليل أن يطرقوا بحذر هذا الموضوع الخطير.
وحول سبب مشاركته، قال جيمي فالون لشبكة «سي. إن. إن»: «من أجل إعادة التدوير، برجاء استخدام كل ما قاله جيمي كيميل». (إليكم كيف أوضح كيميل دوافعه: «لا أريد أن أموت».
وقالت «سامانتا بي» لصحيفة «نيويورك تايمز» إنها كانت تحافظ على آمالها المتواضعة. وأضافت ساخرة: «أتوقع، على الأرجح بنهاية العرض، أن نتمكن من حل أزمة المناخ، هذا مثير».
يعد ستيف بودو، مقدم برامج «ديلي شو» و«باتريوت آكت» السابق، هو المحفز الرئيسي وراء التعاون بين الشبكات، والذي أُطلق عليه اسم «ليلة المناخ»، حيث تواصل مع المنتجين الذين ينادون بجو من التعاون. يتم التعاون خلال أسبوع المناخ بمدينة نيويورك، وهو سلسلة سنوية من الأحداث التي تجري بالتزامن مع اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
مارجريت سوليفان
كاتبة عمود متخصصة في شؤون الإعلام
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»