لم أكن متأكداً من الشكل الذي ستبدو عليه رئاسة بايدن. لم يكن مرتبطاً بمدرسة فكرية أو جناح معين في الحزب «الديمقراطي»، وبصفته عضواً» في مجلس الشيوخ ونائباً للرئيس، لم يكن لديه مطلقاً القدرة على تنفيذ رؤيته الخاصة. الآن، بعد خمسة أشهر من رئاسته، لدينا إحساس أفضل باتجاهات «بايدن» وأولوياته. لذا فهذه هي وجهة نظري حول إيجابيات وسلبيات البايدنية.
أولاً، الإيجابيات: الشعبوية الاقتصادية. عندما أعلن بايدن قبل تنصيبه عن خطته للتحفيز الاقتصادي بقيمة 1.9 تريليون دولار، افترضت أن هذا موقف تفاوضي. بالتأكيد، سيخفض القيمة إلى تريليون، أو ربما 1.3 تريليون دولار. ما زلت مصدوماً من أن التشريع أصبح قانوناً بهذا الرقم. ولا يتعلق الأمر فقط بالتحفيز -لقد سمعنا خطاباً قوياً من بايدن حول «التوظيف الكامل»، وحاجة الشركات إلى زيادة أجور العمال، وهو يقترح إنفاق تريليونات الدولارات على البنية التحتية وأشياء أخرى تتصدر التحفيز.

التزام حقيقي بقضايا العرق والهوية. يتبنى بايدن عقلية المساواة متعددة الثقافات لحزبه، من تركيز الإدارة على الإنصاف العرقي إلى قائمة متنوعة من التعيينات القضائية التي تشمل أول قاضي محكمة فيدرالية مسلم على الإطلاق وجعل «جونتينث» (عطلة يُحتفل بها بتحرّر أولئك الذين كانوا عبيداً في الولايات المتحدة) كعطلة فيدرالية.

من الجدير بالملاحظة أيضاً ما لا يفعله بايدن: اتخاذ خطوات لإبعاد نفسه عن نشطاء الحزب من السود في محاولة لجذب الناخبين البيض. عندما أعلن البيت الأبيض مؤخراً أن بايدن سيلقي خطاباً حول الجريمة، كنت متأكداً من أن نشطاء حركة «حياة السود تهم» سيتعرضون للتوبيخ الشديد لمحاولاتهم كبح جماح الشرطة. إطلاقاً. لقد قدم بايدن أفكاراً فعلية للحد من الجريمة.
احترام اليسار «الديمقراطي»: لا ينتمي بايدن إلى اليسار«الديمقراطي»، لكن نهجه يتمثل في تقريب اليسار والدفع من أجل المزيد من الأفكار التقدمية بدلاً من إبعاد نفسه عن هذا الجناح من الحزب.
التواصل المفيد مع «الجمهوريين». ليس كل «الجمهوريين» متشابهين. وهناك أيضاً العديد من الناخبين «الجمهوريين» العاديين الذين يدعمون حزبهم لكنهم ليسوا مناهضين للديمقراطية أو عنصريين. ويبدو أن بايدن يفهم هذا. لذا فهو يعقد اجتماعات محترمة، لكنه يركز على إبرام الصفقات مع «الجمهوريين» أمثال مت رومني ويستخدم خطاباً قد يروق للجمهوريين خارج فقاعة «فوكس نيوز». هذا جدير بالثناء. إن البلد منقسم، لكننا لسنا بحاجة إلى الرئيس لإذكاء هذا الانقسام كما فعل دونالد ترامب.
لكن هناك بعض السلبيات:عدم وجود إلحاح بشأن التهديد الذي يواجه الديمقراطية. أفهم لماذا لا يقضي بايدن وقتاً كثيراً في مختلف مشاريع قوانين حقوق التصويت في الكونجرس -إنها فرصة جيدة لأن بعض أعضاء مجلس الشيوخ «الديمقراطيين»، لن يصوتوا للتخلص من التعطيل. يجب على أي رئيس «ديمقراطي» في عام 2021 أن يضع تطرف الحزب «الجمهوري» والانحدار الناتج للديمقراطية الأميركية في صميم رئاسته -حتى لو لم يكن لديه القوة لإصلاح تلك المشاكل.

السياسة الخارجية الحالية: لا يمتد التفكير الجديد بشأن القضايا الداخلية في الإدارة ليشمل سياسة بايدن الخارجية، والتي تبدو عالقة في معايير عفا عليها الزمن. التطور الجديد الوحيد (مقارنة بالإدارات الديمقراطية السابقة) هو عقلية شبيهة بالحرب الباردة فيما يتعلق بالصين. ربما تكون الصين أكبر تهديد طويل الأمد للولايات المتحدة -لكن يبدو لي أن تغير المناخ والانجراف الاستبدادي داخل الحزب«الجمهوري» أكثر إلحاحاً.
بشكل عام، يبدو مذهب البايدنية بمثابة رهان على أن السياسات الفعالة بشأن قضايا الاقتصاد والهوية، وإدارة الحكومة بشكل جيد وإبراز موقف إيجابي تجاه الجانب الآخر سيعالج أزمة الديمقراطية هذه.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»