«الجمهوريون» يريدوننا أن نصدق أن الرئيس دونالد ترامب كان «رائعاً لإسرائيل»، أو حتى «أفضل رئيس على الإطلاق» لإسرائيل. وبخلاف المعيار الغريب الذي يتجاهل أن القائد الأعلى للقوات المسلحة يتعين أن يكون رائعاً لأميركا، يطمس هذا التباهي تضرر البلدين من أربع سنوات دعم فيها ترامب رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو وليس العلاقات الأميركية الإسرائيلية.
كما دعم نتنياهو رؤية ترامب، التي مفادها أن اليهود الأميركيين لا يكنون ولاء كافياً لإسرائيل وأن الإنجيليين الأميركيين من الجناح اليميني هم الأصدقاء الحقيقيون لإسرائيل. ودعم ترامب، في المقابل، افتقار نتنياهو لضبط النفس في التعامل مع الفلسطينيين. وتمادى نتنياهو إلى حد منع نائبين «ديمقراطيتين» من زيارة إسرائيل لانتقادهما الحكومة الإسرائيلية، وانتقادهما ترامب أيضاً. وهذا اعتداء على القيم الديمقراطية التي يفترض التزام البلدين بها. فقد أصبحت العلاقات الإسرائيلية الأميركية أقرب إلى كونها مناسبة لتحقيق المصالح الشخصية والحزبية لكلا الزعيمين (نتنياهو وترامب). وساعد تراجع الدعم لإسرائيل وسط «الديمقراطيين» وعداء نتنياهو للفلسطينيين في اندلاع جولة القتال الأحدث في غزة. وانسحاب ترامب من الاتفاق الإيراني النووي- دون بديل أفضل، فيما عدا حملة «الضغط الأقصى» الفاشلة- عزل الولايات المتحدة عن حلفائها، بينما حلل إيران من قيود الاتفاق (خطة العمل المشتركة الشاملة).
لكن لا تأخذوا كلامي على أنه تسليم بأن العلاقات الإسرائيلية الأميركية اختل توازنها بشدة. فقبل الاجتماع مع وزير الخارجية انتوني بلينكن يوم الأحد، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد لوسائل الإعلام قائلاً: «في السنوات القليلة الماضية وقعت أخطاء. وتضررت مكانة إسرائيل لدى الحزبين. سنصلح هذه الأخطاء سوياً». وبعد أن أكد على القيم الديمقراطية المشتركة بين البلدين، أعلن لبيد أنه رغم الخلافات، مازال لدى البلدين هدف مشترك.. وأشاد لبيد بالدعم الأميركي لاتفاقيات إبراهيم بين إسرائيل ودول عربية. ومضى يقول: «سنناقش طائفة من القضايا التي تهم إسرائيل، بما في ذلك تعزيز قدرتنا على الدفاع عن أنفسنا والعمل على تقليص الصراع بيننا وبين الفلسطينيين، مع تحسين حياة الإسرائيليين والفلسطينيين على السواء».
يدرك بايدن وبلينكن أنه من مصلحة واشنطن وتل أبيب ألا تقع الأخيرة في إطار السياسة الحزبية الأميركية، والعودة إلى دورنا التقليدي كـ «وسيط أمين» يشجع إسرائيل على تحسين حياة الفلسطينيين. ويجب على زعيمي البلدين ألا يدفع أحدهما الآخر إلى مستويات متصاعدة من استعراض القوة وتجاهل حياة الفلسطينيين. بل يجب عليهما العمل سوياً لتقليص التوترات وتعزيز الالتزام المشترك تجاه القيم الديمقراطية.
* كاتب أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»