على الرغم من ظروف الجائحة العالمية التي ما زالت تلف العالم، إلاّ أننا نجد في ظل ما يجري أن هناك إنجازات غيرعادية تحدث من خلال القادة والقائمين على أمور تطوير الأعمال الإلكترونية واستشراف المستقبل. وضمن هذا الإطار يأتي اعتماد السير في نهج الحكومة الذكية، وما يتعلق بها من الخدمات الرقمية في دولة الإمارات العربية المتحدة. والأهم هنا هو عدم الركون إلى ظروف الجائحة. بعض الدول والحكومات توقفت لديها عجلة الحياة بشكل شبه كامل، على أساس أنه لا يوجد ما يمكن عمله، لكن ما حدث في دولة الإمارات كان مغايراً، فحققت إنجازاً في هذا الاتجاه على الصعيد الإلكتروني، فاستكملت المسيرة على الصعيد التكنولوجي، خاصة تنفيذ الأعمال عبر الحكومة الإلكترونية التي كانت سباقة في هذا المجال على صعيد منطقة الشرق الأوسط.
ولعل توجه الدولة على صعيد الخدمات الرقمية والحكومة الذكية أو الإلكترونية يتوافق مع رؤيتها في «عام الخمسين»، الذي دخلته هذا العام، وهي خطوة على المسار الصحيح.
إن الجهود التي تقوم بها الدولة لها أثر سوف تظهر نتائجه على المدى البعيد، ويضمن مواكبة الدولة للتقدم الذي يحدث في العالم على أكثر من صعيد، وبالأخص الصعيد الإلكتروني واعتماد أسلوب التقنيات الذكية في إنجاز العمل بعيداً عن أي روتين يضر بالدولة. وهذا الأمر يضمن أيضاً التوافق في تقديم الخدمات للمواطنين والحكومة على السواء، من خلال التيسير والتسهيل على الجميع لتنفيذ أي نوع من الأعمال والمعاملات مهما كان نوعها وشكلها، وأيضاً بعيداً عن أي تعقيد. هذا كله ضمن خطوات مستقبلية واعدة، بل لن تنمو أي نهضة في العالم من دون اعتماد تلك الخطوات، وعلى الأخص الأعمال الإلكترونية ومبادئ الحكومة الذكية.
ولن تتمكن أي دولة أو حكومة في المستقبل من السير مع التوجه العالمي الجديد، دون تطوير الخدمات الرقمية، التي أصبحت اليوم ضرورة ملحة لكل من يرغب في السير وفق رؤية تكنولوجية مفيدج، وكل من يريد تسخير التكنولوجيا الرقمية لتسهيل حياة الناس. فتمنياتنا القلبية لكل المخلصين الساعين لتنفيذ كل ماهو جديد على الصعيد الإلكتروني في دولة الإمارات وفي جميع الدول العربية والخليجية. وإن كان لنا الحديث عن الخدمات الرقمية، فلابد من التنويه إلى مؤسس هذه الخدمات الرقمية، وهو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
*كاتب كويتي