إدارة الأزمات بنجاح عادة ما تكون نتاجاً لقدرات المجتمع وطريقة تعامله معها بموضوعية واحترافية، تضمن احتواء التحديات واستمراية الأعمال. وجائحة كوفيد-19 شكّلت أزمة عالمية، ووضعت المجتمعات أمام تحديات جمة، لكنها شكّلت فرصة لاكتشاف قدرات كل مجتمع وإمكانياته ومدى إدراكه الاستراتيجي للتصدي لتأثيرات الأزمة في كافة المجالات.
الجائحة أزمة صحية أولاً وأخيراً، وتداعياتها طالت الدول المتقدمة والكبرى بشكل واضح، ولحقتها دول نامية، وتباينت طريقة التعامل معها بين دولة وأخرى.
كل دولة تصرفت حسب رؤيتها وتقييمها في غلق الحدود أو وضع إجراءات محددة للحظر والتخطيط لتشجيع المجتمعات على تلقي التطعيمات.
الإمارات دولتنا الحبيبة استطاعت وبجدارة التعامل مع الجائحة بكل حرفية ومهنية، واتخذت خطوات ممنهجة من خلالها أقنعت الجميع بضرورة الالتزام بالتوجيهات والإجراءات الاحترازية، وتعزيز الوعي العام بالخطوات التي تم اتخاذها لضمان سلامة المجتمع والحفاظ على استمرارية العمل داخل القطاعات كافة بصورة عالية.
حقيقةً نحن نفخر بأن الإمارات العربية المتحدة قدوة لمحيطها العربي والإقليمي في التعامل بإيجابية ومسؤولية مع هذه الأزمة، وذلك بجهود يلمسها المواطن والزائروالمقيم، من أجل توفير كل مستلزمات الوقاية والعلاج وتوفير التطعيمات، وفي الوقت نفسه مدت يد العون بمساعدات طبية وبنهج إنساني لكل المحتاجينن في شتى بقاع الأرض.
نجاح الإمارات في التصدى لجائحة كوفيد -19، أكد حنكة قيادتنا الرشيدة، وضمن هذا الإطار، حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على الإشادة بدور القاعدة الذهبية في مقولة «إدارة الأزمات تخلق عائداً.. وأزمات الإدارة تدمر مكاسب». الأزمة الصحية العالمية لم تأخذ سنوات مديدة، ولكنها استطاعت أن تكشف مدى قدرة المجتمعات على مواجهة الثغرات الإدارية واللوجستية.
أخيراً، الجائحة لقنت المجتمعات والدول والأقاليم المختلفة درساً في إعادة هيكلة أولوياتها، والتعامل مع الرعاية الصحية كأولوية استراتيجية، ولهذا نتج التغيير الأعظم لغالبية هذه الدول والتي ستجعل «الصحة» أولى اهتمامتها، وعالمياً ينمو الإنفاق على قطاع الصحة بوتيرة أسرع من سائر قطاعات الاقتصاد العالمي، حيث يمثل نسبة 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
حمداً لله بأننا نعيش على أرضٍ طيبة ومع قيادة رشيدة تُشعرنا دوماً بالأمان دوماً.
* كاتبة إماراتية