الشيخ زايد سيبقى رمزاً للعمل الإنساني والخيري ليس على المستوى المحلي أو العربي فقط وإنما العالمي أيضاً، حيث جسّد في سلوكه القيم الإنسانية العربية والإسلامية الأصيلة ــ ـ ـ. ـ. ــ تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم السبت بـ «يوم زايد للعمل الإنساني» الذي يصادف التاسع عشر من رمضان المبارك من كل عام، ذكرى رحيل المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة وباني نهضتها وملهم أجيالها.
ويستذكر الإماراتيون، ومعهم بالطبع العرب والمسلمون والكثير من سكان هذه المعمورة في هذا اليوم، سيرة قائد فَذٍّ عَزَّ نظيره، حيث كان عمل الخير أولوية في حياته ومساعدة الآخرين داخل الدولة وخارجها همّه، ولذلك لا عجب أن يقوم بتأسيس «صندوق أبوظبي للتنمية» في السنة نفسها التي قام بها الاتحاد، ليكون عوناً للأشقاء والأصدقاء ويسهم في مشاريع التنمية في الكثير من بلدان العالم، كما أنشأ، رحمه الله، مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، التي تمثل إحدى الأذرع الرئيسية الممتدة في ساحات العطاء الإنساني في مجالاته المختلفة، إضافة إلى الكثير من المبادرات التي يصعب ذكرها هنا، ولكن آثارها ما زالت شاهدة على روح فريدة من العطاء التي لم تكن تمنّ أبداً، حيث كان، رحمه الله، يعدّ ما يقدمه للآخرين، واجباً، كما كان يؤكد باستمرار: «واجبنا أن نساعد الأشقاء والأصدقاء.. فإن الثروة لا قيمة لها إذا لم تقدم مساعدات للدول الشقيقة».
ويأتي الاحتفال بهذه الذكرى في ظروف استثنائية، حيث يواجه العالم جائحة كورونا التي تركت تداعيات خطيرة على مختلف جوانب الحياة الإنسانية، وتسببت بمآسٍ حقيقية للعديد من الدول والمجتمعات، وقد التزمت دولة الإمارات خلال هذه الأزمة بمسؤوليتها الإنسانية تجاه العالم، وقدمت الدعم والمساعدات الطبية اللازمة لمكافحة هذا المرض التي جسدت حرص دولة الإمارات الدائم على دعم ومساندة الدول الشقيقة والصديقة، وذلك تأكيدًا لنهج العمل الإنساني الذي رسخه الشيخ زايد وجعله ركيزة أساسية من ركائز السياسة الإماراتية، وقد بلغ حجم المساعدات الطبية التي قدمتها الدولة منذ اندلاع الجائحة أكثر من 2000 طن من الإمدادات الطبية لأكثر من 139 دولة، استفاد منها مليونا عامل في المجال الطبي". كما تواصل الدولة تقديم المساعدات الغذائية لتلبية احتياجات عشرات آلاف الأسر، خاصة في الدول التي تعاني ظروفاً صحية واجتماعية واقتصادية صعبة.
لا شك أن الشيخ زايد سيبقى رمزاً للعمل الإنساني والخيري ليس على المستوى المحلي أو العربي فقط وإنما العالمي أيضًا، حيث جسّد في سلوكه القيم الإنسانية العربية والإسلامية الأصيلة، ولا شك في أنه سيبقى القدوة، بل الملهم في أعمال البر والخير، رحمه الله وجعل مثواه الجنة.
* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.