تُنهي الإمارات عام الإنجازات العلمية برصيد متميز يتضمن نجاح رحلة «مسبار الأمل» إلى الفضاء وتوليد الطاقة النووية السلمية وابتكار لقاح كورونا إيذاناً بدخول الإمارات يوبيلها الذهبي في عام 2021. وإن إطلاق حكومة دولة الإمارات منذ عام 2010 رؤية الإمارات2021، والتي تركز على 6 أولويات وطنية في القطاعات التعليمية، والرعاية الصحية، والاقتصادية، والخدمات الحكومية والشرطية، والأمن، والعدالة، والمجتمع، وغيرها تدل على إصرار الإمارات على أن تصبح من ضمن أفضل دول العالم في العيد الخمسين لإنشائها. فإن هدف حكومة الإمارات من الاجتماعات السنوية هو رصد مستوى التقدم في تحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية وتوحيد الجهود بين فرق العمل على المستويين الاتحادي والمحلي، من أجل جعل الإنسان الإماراتي والمقيم أكثر سعادة ورضا ليس على المستوى العربي أو الإقليمي فقط، وإنما على المستوى العالمي أيضاً. وبالرغم من الظروف الاقتصادية العالمية، فقد تم اعتماد الميزانية العامة للاتحاد 2021 بمصروفات تقديرية تبلغ 58 مليار درهم، مما يؤكد على استمرارية الأجندة الوطنية ودعم سرعة تعافي الإمارات من تداعيات جائحة كورونا، من خلال استراتيجيات السياحة الداخلية وتقديم المحفزات الاقتصادية للأعمال وغيرها.
سر نجاح قصة الإمارات في منطقة تزخر بالصراعات الإيديولوجية والتدخلات الإقليمية والإرهاب هو التفاعل البنّاء، من جانب القيادة الرشيدة مع الشعب وتحقيق تطلعاته المتنامية في التفوق والتميز. وسوف تبقى الإمارات كذلك خلال العقود الخمسة القادمة «مئوية الإمارات 2071»، عبر تحويل التحديات إلى فرص تنموية، مبنية على رؤى مستقبلية بدليل نجاح الإمارات في حجز موقعها ضمن نادي العشر الكبار في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2020 الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية، حيث حققت الإمارات المرتبة التاسعة عالمياً بين الدول الأكثر تنافسية في العالم، وتصدرها للعام الرابع على التوالي بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد أدائها القيادي في المنطقة بصفتها نموذجاً رائداً في تحقيق التوازن بين الجانب الدبلوماسي والسياسي من جهة، ومن جانب الأولويات الاقتصادية والاجتماعية من جهة أخرى.
تصوغ الدول سياساتها الخارجية، بحيث تعزز تعاونها مع الدول الأخرى في المجالات التي تخدم الأهداف الوطنية، وتحقق في الوقت نفسه المصالح المشتركة، فإن قيم الإمارات منذ نشأتها في الوسطية والتعددية الدينية والسلام والتعايش في المجتمع كانت بمثابة جسر تعاون مع الدول المتقدمة في جميع المجالات ونقل المعرفة إلى الإمارات وإطلاق برامج مشتركة بين الدول تصب ضمن رؤية الدولة واستشرافها للمستقبل. وكباحث إماراتي متفائل جداً بإنجازات إماراتية كبيرة ستحقق خلال 2021 نتيجة وضع قيادتنا الحكيمة رفاهية الإنسان وإسعاده في مقدمة أولوياتها، قيادة تعمل باستباقية في ضمان مستقبل الأجيال القادمة ما يفسر حالة الاستقرار المجتمعي والتنمية الشاملة التي تعيشها الإمارات وواحة للأمن والأمان يتطلع إليها الكثيرون للعيش والإقامة من جميع دول العالم.