بعد مرور ما يقارب الـ 10 سنوات على بدء ما يسمى «الربيع العربي» يتأكد يوماً بعد يوم أنه ساهم في تأخير تنمية وتقدم الشعوب التي مرت به.. وقد استفادت منه جماعة «الاخوان» الإرهابية المتطرفة، حيث نجدها قد وصلت إلى السلطة في بعض الدول العربية بفضل موجة «الربيع العربي» التي ركبتها هذه الجماعة. واستغلتها أبشع استغلال. ولو أخذنا النموذج المصري على سبيل المثال.. فإننا نجد هذا ينطبق عليه.
فجماعة «الإخوان» قامت بالإساءة للشعب المصري وللسلطة فيه من جميع النواحي، حتى أضحت وباءً لاعلاج له إلا الاستئصال ومحاربته، نظراً لكل أوجه الفساد والتخريب والمحاباة التي نفذتها هذه الجماعة.
ومن جانب آخر فإننا مهما تناولنا هذه الجماعة وتبيان خطرها على الأمة العربية والعالم الإسلامي.. فلن ينتهي بنا الأمر عند مكان محدد! فالخطر الذي تشكله هذه الجماعة يصل إلى المجتمعات العربية ويتجاوزها إلى بقاع غير محدودة من العالم.. علاوة على الخطر الذي يتزايد يوماً بعد يوم، ما يدفع بضرورة مواجهته ويستدعي بذل الجهد للبقاء على رصد تام لكل ما يستجد من مخططات هذا لتنظيم المتطرف، ودحض كل ما يروج له من ضلالات وإفساد في أي أرض يطؤها.
هذا الخطر يتطلب إبقاء التنظيم وتحركاته تحت المجهر ومراقبته أينما تحرك وأينما مارس نشاطاته المريبة والمتطرفة.. وذلك بالنظر لما يحمله من تشويه فكري يطال المنضوين تحت لوائه وقيادته والذين يتحولون إلى أشخاص مسيرين لقضاء مصالح التنظيم دون إبداء أي مناقشة.
إن الإضلال والإفساد اللذيْن ينخر بهما هذا التنظيم في جسد الأمة العربية قد أحدث جرحاً غائراً، فما قام به كما أشرنا سلفاً من أعمال وممارسات إرهابية على مر العهود الماضية، طالت آثاره السيئة كل النواحي في جميع الدول التي تمكن منها.. من الكبير وحتى الصغير.. وشاهدنا العديد من العمليات الإرهابيه المتطرفة، التي عاثت في الأرض الفساد. وخلايا التنظيم تهدد المجتمعات بالعنف حيناً وبالمكر أحياناً كثيرة!
تنظيم «الإخوان» يعمل دوماً ضد مصالح الدول، ويعبث باستقرارها، وتسعى خلاياه إلى استهداف المجتمعات بعمليات إرهابية راح ضحيتها العديد من الأبرياء كانوا دائماً هم وقود نار «الإخوان» وفكرهم الظلامي. وبات واضحاً للجميع، خاصة بعض كوارث ما يسمى بـ«الربيع العربي» أن هدف الجماعة ليس إلا زرع الإرهاب والقتل والدمار، ونشر الفوضى، والنتيجة سقوط ضحايا لا ذنب لهم سوى أنهم تواجدوا في المكان الخطأ!
إن حديثنا هذا يتوجب توعية كل المجتمعات بهذا الخطر، الذي ظهرت تداعياته واضحة خلال ما يسمى «الربيع العربي». وأصبحت الحقائق واضحة الآن، أمام الشعوب والحكومات، فنحن أمام تنظيم يسعى للسلطة ويهدف لزعزعة استقرار المجتمعات.
والتحذير من خطر «الإخوان»، سواء من قبل حكومات الدول التي تضررت من تطرف هذه الجماعة، أو من وسائل الإعلام بمختلف صنوفها، يوازي في أهميته التحذير من خطر بقية الحركات المتطرفة والمضللة في المنطقة والعالم..والتي تختلف عنها ببعض الفروقات ولكن أسسها ومنطلقاتها الفكرية مشتركة ومتشابهة تقريباً.. إن تنظيم «الإخوان» الإرهابي أصبح اليوم وباء يستدعي محاربته وإيجاد العلاج اللازم لتدميره وتفكيكه حتى لايكون وبالاً على الأمم والشعوب.
*كاتب كويتي